تاكروليمُس هو مثبط قوي لإنزيم الكالسينورين ودواء مثبط للمناعة، يُستخدم بشكل أساسي لمنع رفض الأعضاء المزروعة مثل الكلى أو الكبد أو القلب. يعمل عن طريق كبح نشاط الجهاز المناعي، وخصوصًا الخلايا التائية (T cells)، لمنعها من مهاجمة العضو المزروع.
بالإضافة إلى دوره في منع رفض الزراعة، يُستخدم تاكروليمُس أيضًا بشكل موضعي لعلاج التهاب الجلد التأتبي (الأكزيما) المتوسط إلى الشديد، كما يُستخدم خارج نطاق الاستخدام الرسمي (off-label) لعلاج بعض أمراض المناعة الذاتية.
تم اكتشاف تاكروليمُس في عام 1984 من قبل فريق بحثي ياباني، وكان يُعرف في البداية باسم FK-506، وقد تم عزله من بكتيريا تُدعى Streptomyces tsukubaensis.
الأسماء التجارية
Prograf
Protopic
Hecoria
Astagraf XL
Envarsus XR
تتوفر هذه الأدوية بعدة أشكال دوائية لأغراض طبية مختلفة، بما في ذلك:
يجب استخدام الدواء تمامًا كما هو موصوف على العبوة، وفي نفس الوقت من كل يوم.
آلية العمل
تاكروليمُس هو مثبط لإنزيم الكالسينيورين وله خصائص مثبطة للمناعة. يعمل عن طريق الارتباط ببروتين داخل الخلية يُسمى بروتين FK506 المرتبط (FKBP)، مكوّنًا مركبًا يمنع نشاط الفوسفاتاز لإنزيم الكالسينيورين. يمنع هذا التثبيط تنشيط الخلايا التائية (T-lymphocytes) ونسخ جينات السيتوكينات الرئيسية مثل الإنترلوكين-2 (IL-2)، مما يقلل الاستجابة المناعية ويحد من تكاثر الخلايا التائية.
الحركية الدوائية
الامتصاص
يُمتص تاكروليمُس بشكل غير منتظم وغير كامل، حيث يبلغ متوسط التوافر الحيوي الفموي حوالي 25%. وهذا يجعل من الصعب تحقيق مستوى علاجي ثابت ومنتظم في الدم، خاصة لدى مرضى زراعة الأعضاء. يتأثر امتصاص الدواء بعدة عوامل معقدة تشمل العوامل الوراثية والفسيولوجية والبيئية.
التوزيع
الأيض (التمثيل الغذائي)
يتم استقلاب تاكروليمُس بشكل رئيسي عن طريق إنزيمي CYP3A4 وCYP3A5 في الكبد والأمعاء. ويُعد تعدد النوكليوتيد الفردي المعروف باسم CYP3A5*3 من العوامل الوراثية المؤثرة بشكل كبير على التوافر الحيوي للدواء. فالأشخاص الذين يحملون هذا الجين بصيغته المتماثلة (homozygous) يعانون من انخفاض في نشاط الأيض، مما يؤدي إلى مستويات أعلى من تاكروليمُس في الدم مقارنةً بحاملي أليل CYP3A5*1.
الإخراج
يُطرح تاكروليمُس بشكل رئيسي عبر الصفراء إلى البراز، ويتم إخراج أقل من 1% منه دون تغيير في البول.
ديناميكا الدواء
تاكروليمُس هو مثبط مناعي قوي يعمل عن طريق تثبيط إنزيم الكالسينورين، وهو فوسفاتاز أساسي لتنشيط الخلايا اللمفاوية التائية (T-lymphocytes)، مما يمنع جهاز المناعة من مهاجمة العضو المزروع.
تتأثر فعالية الدواء بالتركيبة الجينية الفردية للمريض، خاصةً بالاختلافات في إنزيمات الأيض.
طريقة الاستخدام
يختلف استخدام تاكروليمُس حسب الشكل الدوائي، ويجب تناوله تمامًا حسب تعليمات مقدم الرعاية الصحية.
الجرعة والتركيز
تداخلات الأدوية
يرتبط تاكروليمُس بالعديد من التداخلات الدوائية التي قد تؤثر بشكل كبير على تركيزه في الدم، مما قد يؤدي إلى نقص أو زيادة في التعرض للدواء — وكلا الحالتين قد تؤديان إلى مضاعفات خطيرة مثل رفض العضو المزروع أو التسمم.
تشمل الفئات الدوائية الأكثر تداخلاً مع تاكروليمُس:
كما أن عصير الجريب فروت قد يرفع من مستوى تاكروليمُس في الدم، ويجب تجنبه تمامًا أثناء استخدام الدواء.
تداخلات الطعام
لتاكروليمُس تداخلات غذائية مهمة، خاصة مع الجريب فروت وعصير الجريب فروت، حيث يمكن أن ترفع من مستويات الدواء في الدم وتزيد من خطر التسمم.
كما قد تؤثر بعض الفواكه الحمضية الأخرى مثل البوميلو، بالإضافة إلى بعض الأعشاب والشاي — بما في ذلك عصير الرمان، الكركم، الزنجبيل، ومكملات الأعشاب المختلفة — على تركيز تاكروليمُس في الجسم.
من المهم تناول تاكروليمُس بجدول زمني منتظم، سواء مع الطعام أو بدونه، للحفاظ على مستويات مستقرة في الدم.
موانع الاستخدام
يُمنع استخدام تاكروليمُس للأشخاص الذين لديهم حساسية من الدواء، أو من الماكرولايدات الأخرى، أو من أي من مكونات المنتج.
يُمنع تناول الجريب فروت، ونبات سانت جون (حبوب العسل)، والتطعيمات الحية، والاستخدام المتزامن مع السيكلوسبورين عند استخدام تاكروليمُس الجهازية، بسبب تداخلات دوائية قد تكون خطيرة.
لا يجب استخدام تاكروليمُس الموضعي للأطفال دون سن السنتين، أو للمرضى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، أو على الأورام الجلدية الخبيثة، أو في حالات العدوى الفيروسية أو البكتيرية النشطة.
الآثار الجانبية
يُمكن أن يسبب تاكروليمُس، كمثبط قوي للمناعة، مجموعة واسعة من الآثار الجانبية:
الجرعة الزائدة
يمكن أن تسبب الجرعة الزائدة أو ارتفاع مستويات تاكروليمُس لفترة طويلة تأثيرات سامة تعتمد على الجرعة على عدة أجهزة في الجسم:
السُمية
تحدث سُمية التاكروليمُس عندما ترتفع مستويات الدواء المثبط للمناعة في الدم بشكل مفرط، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب ضيق نافذة الجرعة العلاجية، أو تفاوت الامتصاص، أو تفاعلات مع أدوية أخرى. يمكن أن تؤثر السُمية على عدة أجهزة في الجسم، مع كون الكلى والجهاز العصبي المركزي أكثرها تأثراً. لذلك، يُعدّ المراقبة الدقيقة لمستويات الدواء في الدم أمرًا ضروريًا لمنع حدوث هذه الحالة أو التحكم بها.