ريباغلينيد هو دواء فموي مضاد للسكري يُستخدم للتحكم في النوع الثاني من السكري عن طريق تحفيز إفراز الإنسولين من خلايا بيتا في البنكرياستم اكتشافه عام 1983 بواسطة شركة نوفو نورديسك (Novo Nordisk)، وطور كأول دواء من فئة الميغليتينيدات (Meglitinides)، حيث يتميز بسرعة بدء المفعول وقصر مدة التأثير مقارنة بالسوكرونيل يوريا، مع مشاركة نفس آلية العمل تقريبًا من خلال إغلاق قنوات البوتاسيوم الحساسة للـ ATP لتعزيز إفراز الإنسولين.

تمت الموافقة على استخدامه في أواخر التسعينيات، ويُستخدم جنبًا إلى جنب مع النظام الغذائي، والتمارين الرياضية، وأحيانًا أدوية أخرى مثل الميتفورمين للمساعدة في السيطرة على مستوى السكر في الدم، خصوصًا بعد الوجبات.

الأسماء التجارية

  • Prandin: الاسم التجاري لدواء ريباغلينيد في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • Novonorm: يُستخدم في أجزاء عديدة من العالم، بما في ذلك أوروبا وآسيا.
  • Gluconorm: الاسم التجاري لريباغلينيد في كندا.
  • أسماء تجارية أخرىتشمل Repaglinide Teva، و EUREPA 2 MG TAB، و Repaglide.
  • التركيبات ذات الجرعة الثابتةيمكن العثور على ريباغلينيد أيضًا في تركيبات مع أدوية أخرى تحت أسماء مثل PrandiMet.

آلية العمل

يُخفض ريباغلينيد مستويات السكر في الدم عن طريق تحفيز إفراز الإنسولين من البنكرياس. فهو يرتبط بـ قنوات البوتاسيوم الحساسة للـ ATP في خلايا بيتا البنكرياسية ويغلقها، مما يؤدي إلى استقطاب الغشاء الخلويويؤدي هذا الاستقطاب إلى فتح قنوات الكالسيوم، مما يسمح بدخول الكالسيوم إلى الخلايا وتحفيز إفراز الإنسولين. ومن خلال هذه الآلية، يتحكم ريباغلينيد بشكل فعّال في ارتفاع مستوى السكر في الدم بعد الوجبات.

الحركية الدوائية

الامتصاص
يُمتص ريباغلينيد بسرعة وفعالية بعد تناوله عن طريق الفم، مما يتيح بداية سريعة لتأثيره. ويجعل هذا الامتصاص السريع الدواء فعالًا كمنشط لإفراز الإنسولين وقت الوجبات، للمساعدة في التحكم في ارتفاع السكر في الدم بعد الطعام.

التوزيع
يبلغ حجم التوزيع عند التوازن لريباغلينيد 31 لترًا بعد إعطاء الدواء عن طريق الوريد في المتطوعين الأصحاء. ويظهر الدواء ارتباطًا واسعًا ببروتينات البلازما، حيث يرتبط أكثر من 98% من الدواء بـ ألبومين الدم البشري.

الاستقلاب

يتعرض ريباغلينيد لاستقلاب كبدي واسع، يتم بشكل رئيسي بواسطة إنزيمات السيتوكروم P450 CYP2C8 و CYP3A4 عبر مسارات الأكسدة وإزالة الألكيل. وينتج عن هذا الاستقلاب عدة نواتج أيضية، أهمها مشتق حمض ثنائي الكربوكسيل، الذي لا يمتلك نشاطًا ملحوظًا على تنظيم السكر في الدم. وهناك مسار أيضي ثانوي يشمل التحويل المباشر إلى جلوكورونيد.

الإطراح
يُطرح ريباغلينيد بشكل رئيسي عبر الطرق الصفراوية إلى البراز (حوالي 90%) بعد الاستقلاب الكبدي الواسع، بينما يُطرح جزء أصغر، حوالي 8%، عبر البول.

الديناميكية الدوائية

ريباغلينيد هو دواء مُحفّز لإفراز الإنسولين قصير المفعول، يعمل على خفض مستوى السكر في الدم عن طريق تحفيز إفراز الإنسولين من خلايا بيتا في البنكرياسيرتبط الدواء بمواقع محددة على قنوات البوتاسيوم الحساسة للـ ATP (K⁺_ATP) في هذه الخلايا، مما يؤدي إلى استقطاب الغشاء الخلوي، ودخول أيونات الكالسيوم، ومن ثم إفراز الإنسولين.
تُعد سرعة بدء المفعول وقصر مدة التأثير من خصائصه الأساسية، مما يجعله فعالًا جدًا للسيطرة على ارتفاع السكر في الدم بعد الوجبات.

طريقة الاستخدام

يُؤخذ ريباغلينيد عن طريق الفم قبل كل وجبة رئيسية مباشرة، عادةً خلال 15 إلى 30 دقيقة قبل الأكليتم تعديل الجرعة حسب جدول وجبات المريض. وإذا تم تجاوز وجبة ما أو لم تُؤخذ، فيجب تخطي الجرعة المرتبطة بتلك الوجبة وعدم تناولها لاحقًا.

الجرعات والتركيزات

يتوفر ريباغلينيد على شكل أقراص فموية بتركيزات 0.5 ملغ، 1 ملغ، و2 ملغ.
الجرعة الابتدائية المعتادة هي 0.5 ملغ قبل كل وجبة رئيسية، تؤخذ خلال 15–30 دقيقة قبل الأكل.
يمكن تعديل الجرعة تدريجيًا بناءً على استجابة مستوى السكر في دم المريض، حتى أقصى جرعة يومية إجمالية قدرها 16 ملغ.
بالنسبة للمرضى الذين سبق علاجهم بأدوية خافضة للسكر الأخرى، يجب تخصيص الجرعة الابتدائية وطريقة التعديل تدريجيًا حسب مستوى التحكم في السكر وتحمل المريض للدواء.

تداخلات الأدوية

يتعرض ريباغلينيد لعدة تداخلات دوائية ذات أهمية سريرية. يُستقلب الدواء أساسًا عبر إنزيمات CYP2C8 وCYP3A4، لذلك فإن مثبطات هذه الإنزيمات مثل جمفيبروزيل، كلاريثروميسين، إيتراكونازول، وكيتوكونازول يمكن أن تزيد بشكل كبير مستوى ريباغلينيد في البلازما وترفع خطر حدوث انخفاض السكر في الدم (Hypoglycemia).

على العكس، فإن محفزات الإنزيم مثل ريفامبيسين، كاربامازيبين، وفينيتوين قد تقلل مستويات الدواء في البلازما، مما يقلل من فعاليته في خفض السكر.
يُمنع الجمع بين ريباغلينيد وجمفيبروزيل بسبب زيادة كبيرة في تعرض الجسم للدواء.

كما أن الاستخدام المتزامن مع أدوية خافضة للسكر الأخرى مثل الإنسولين أو السلفونيل يوريا قد يعزز تأثيرات انخفاض السكر في الدم.
بالإضافة إلى ذلك:

  • حاصرات بيتا، الكحول، ومثبطات MAO قد تخفي أو تزيد من أعراض انخفاض السكر.
  • الكورتيكوستيرويدات، المدرّات البولية، هرمونات الغدة الدرقية، والعوامل السمباثوميمتيكية يمكن أن تقلل من فعالية ريباغلينيد.

تداخلات الطعام

يؤثر الطعام بشكل كبير على امتصاص وفعالية ريباغلينيد. يجب تناول الدواء قبل الوجبات مباشرة، لأن الطعام يحرض إفراز الإنسولين ويعزز تأثيره في خفض السكر في الدم.
تناول ريباغلينيد دون وجبة قد يؤدي إلى انخفاض السكر في الدم (Hypoglycemia)، بينما تخطي وجبة يستلزم تجاوز الجرعة المرتبطة بتلك الوجبة.

قد تؤخر الوجبات عالية الدهون امتصاص ريباغلينيد قليلاً، لكنها لا تؤثر بشكل كبير على فعاليته الإجمالية.
لذلك، فإن الحفاظ على توقيت ثابت للوجبات وتنسيق الدواء مع تناول الطعام أمر مهم لضمان السيطرة المثلى على مستوى السكر في الدم وتقليل خطر انخفاضه.

موانع الاستعمال

يُمنع استخدام ريباغلينيد في الحالات التالية:

  • السكري من النوع الأول، إذ يحتاج الدواء إلى خلايا بيتا البنكرياسية العاملة ليكون فعالًا.
  • الحماض الكيتوني السكري، حيث تكون العلاج بالإنسولين ضروريًا.
  • ضعف شديد في وظائف الكبد، بسبب خطر تراكم الدواء وحدوث انخفاض السكر في الدم.
  • وجود حساسية معروفة تجاه ريباغلينيد أو أي من مكوناته.
  • الاستخدام المتزامن مع جمفيبروزيل، لأنه قد يؤدي إلى ارتفاع خطير في مستويات الدواء وحدوث نقص السكر الحاد.

الآثار الجانبية

  • أعراض انخفاض السكر في الدم.
  • أعراض عدوى الجهاز التنفسي العلوي مثل انسداد أو سيلان الأنف، العطس، التهاب الحلق، والسعال.
  • الصداع.
  • الغثيان والإسهال.
  • آلام الظهر والمفاصل.
  • علامات رد فعل تحسسي شديد.
  • مشاكل في الكبد.
  • تغيّر لون البول أو وجود دم أو شعور بألم عند التبول (قد يشير إلى مشاكل في المثانة أو الكلى).
  • الحمى أو شعور عام بالتوعك.

                             

الجرعة الزائدة

تشمل أعراض الجرعة الزائدة من ريباغلينيد ما يلي:

  • التعرق البارد وشحوب وبرودة الجلد.
  • الصداع.
  • سرعة ضربات القلب (تسرع القلب).
  • الشعور بالغثيان أو الجوع الشديد.
  • الدوار، النعاس، التعب غير المعتاد، والضعف.
  • العصبية، القلق، أو الرعشة.
  • تغيرات مؤقتة في الرؤية.
  • تنميل في اللسان والشفتين.
  • الارتباك أو التهيج.
  • تلعثم الكلام.
  • فقدان الوعي أو الغيبوبة الجزئية.
  • النوبات أو التشنجات.

السمية

الظهور الرئيسي لتسمم ريباغلينيد هو انخفاض سكر الدم (Hypoglycemia)، والذي قد يتراوح من أعراض خفيفة مثل التعرق، الرعشة، الجوع، والدوار، إلى نتائج شديدة تشمل الارتباك، النوبات، فقدان الوعي، أو حتى الغيبوبة.

قد تشمل الآثار الجانبية الأخرى عند الجرعات السامة الصداع، الغثيان، واضطرابات الجهاز الهضمي.

يركز إدارة الجرعة الزائدة على:

  • إعطاء الجلوكوز فمويًا في الحالات الخفيفة،
  • أو الديكستروز عن طريق الوريد في الحالات الشديدة،
    مع المتابعة الدقيقة لمستويات السكر في الدم.

تعد الرعاية الداعمة والعلاج العرضي ضرورية، وقد تكون هناك حاجة إلى جرعات صغيرة متكررة من الجلوكوز بسبب التأثير الطويل لانخفاض السكر في الدم.