تم اكتشاف الكلورتتراسيكلين، أول مضاد حيوي من مجموعة التتراسيكلينات، في عام 1945 على يد بنجامين إم. دوغار في مختبرات ليدرل من بكتيريا التربة Streptomyces aureofaciens. تم تسميته أوريوميسين بسبب اللون الذهبي للبكتيريا، وتم طرحه في السوق عام 1948. وبعد فترة قصيرة، تم تطوير تتراسيكلينات أخرى مثل أوكسي تتراسيكلين (تيراميسين) وتتراسيكلين.

يُعد الكلورتتراسيكلين (CTC) مضادًا حيويًا واسع الطيف وأول عضو محدد في فئة التتراسيكلينات. يعمل كعامل مثبط للبكتيريا عن طريق تثبيط تخليق البروتين البكتيري، ويُستخدم على نطاق واسع في الطب البشري والبيطري.

أسماء العلامات التجارية

يتم تسويق الكلورتتراسيكلين تحت أسماء تجارية معروفة مثل أوريوميسين وبانميسين.

  • أوريوميسين: أحد أول مضادات التتراسيكلين المتاحة تجاريًا، ويُوصف عادة لمجموعة واسعة من الالتهابات البكتيرية. يتوفر على شكل أقراص فموية، كبسولات، وسوائل.
  • بانميسين: تركيبة تجارية أخرى للكلورتتراسيكلين، وغالبًا ما تُستخدم بالتبادل مع أوريوميسين حسب المنطقة أو الشركة المصنعة.

آلية العمل

يُعد الكلورتتراسيكلين مضادًا حيويًا من مجموعة التتراسيكلينات ويعمل عن طريق تثبيط تخليق البروتين البكتيرييرتبط بالوحدة الريبوسومية 30S، مما يمنع ارتباط الأحماض الأمينية-نقل الـ RNA (aminoacyl-tRNA). يؤدي هذا إلى إيقاف نمو البكتيريا، مما يجعله مثبطًا للنمو البكتيري (Bacteriostatic) وليس قاتلًا للبكتيريا (Bactericidal).

يُعتبر فعالًا ضد مجموعة واسعة من البكتيريا موجبة وسالبة الجرام، إلا أن فعاليته تكون أقل ضد البكتيريا اللاهوائية.

الحرائك الدوائية

  • الامتصاصيُمتص الكلورتتراسيكلين جزئيًا فقط من الجهاز الهضمي. يقل الامتصاص عند تناوله مع منتجات الألبان، مضادات الحموضة، أو مكملات الحديد.
  • التوزيعيتوزع على نطاق واسع في أنسجة الجسم وسوائله، ولكنه يعبر المشيمة ويدخل حليب الأم.
  • التمثيل الغذائييحدث تمثيل غذائي قليل في الكبد؛ معظم الدواء يبقى دون تغيير.
  • الإفرازيُفرز بشكل رئيسي عبر البول والبراز، مع وجود بعض الدورة المعوية الكبدية (Enterohepatic circulation).

الديناميكا الدوائية

يعمل الكلورتتراسيكلين على تثبيط تخليق البروتين البكتيري عن طريق الارتباط بالريبوسوم البكتيري 30S. يؤدي تأثيره المثبط للبكتيريا (Bacteriostatic) إلى إبطاء نمو البكتيريا، مما يتيح للجهاز المناعي القضاء على العدوى.

يكون الدواء أكثر فعالية ضد البكتيريا النشطة في الانقسام. يمكن أن تتطور مقاومة عند الاستخدام الطويل أو غير المناسب. كما تقل فعاليته في البيئات الحمضية أو في وجود أيونات ثنائية التكافؤ (Divalent cations).

طريقة الإعطاء

يُعطى الكلورتتراسيكلين عادةً عن طريق الفم على شكل أقراص، كبسولات، أو محاليل سائلةيجب اتباع تعليمات مقدم الرعاية الصحية لضمان الفعالية. غالبًا ما يُؤخذ على معدة فارغة لتحسين الامتصاص.

تُستخدم بعض الأشكال الموضعية مباشرة على الجلد لعلاج العدوى الموضعية. يُنصح بالحفاظ على ترطيب كافٍ لتجنب تهيج المريء.

الجرعات والقوة

تتراوح الجرعات الفموية النموذجية من 250 ملغ إلى 500 ملغ كل 6–12 ساعة، حسب نوع العدوى.
تُعدَّل جرعات الأطفال بناءً على وزن الجسم.

عادةً ما تستمر الدورة العلاجية من 7 إلى 14 يومًا، وقد تكون أطول في حالات العدوى الشديدة.
قد تكون هناك حاجة لتعديل الجرعة في حالات ضعف وظائف الكلى.
يزيد الاستخدام المفرط أو العلاج الطويل من خطر تطور المقاومة البكتيرية.

التداخلات الدوائية

يتفاعل الكلورتتراسيكلين مع مضادات الحموضة، والكالسيوم، والحديد، والمغنيسيوم، والزنك، مما يقلل من امتصاصه.

قد يُعزز تأثير مضادات التجلط مثل الوارفارين.
الاستخدام المتزامن مع البنسلين قد يقلل من فعالية كلا المضادين الحيويين.
يمكن أن يتفاعل مع حبوب منع الحمل الفموية، مما قد يقلل من فعاليتها.

يمكن تقليل التداخلات من خلال مراقبة التوقيت وفصل مواعيد تناول الأدوية.

التداخلات الغذائية

يقل امتصاص الكلورتتراسيكلين عند تناوله مع منتجات الألبان أو الأطعمة المدعمة بالكالسيوم.
يمكن أن تقلل الوجبات الغنية بالحديد ومضادات الحموضة أيضًا من فعاليته.

يُفضل تناوله مع كوب كامل من الماء على معدة فارغة.
لا يؤثر الكحول بشكل كبير على الامتصاص، لكن يُنصح بتجنبه لتقليل تهيج الجهاز الهضمي.
عصير الجريب فروت له تأثير ضئيل على مستويات الكلورتتراسيكلين.

موانع الاستخدام

لا ينبغي استخدام الكلورتتراسيكلين في المرضى الذين لديهم فرط حساسية للتتراسيكلينات.
يُمنع استخدامه في الأطفال أقل من 8 سنوات بسبب خطر تغير لون الأسنان.

تُعد فترة الحمل فترة حذرة، إذ قد يؤثر الدواء على تطور عظام وأسنان الجنين.
قد تتطلب أمراض الكبد أو الكلى الشديدة تجنب استخدام الدواء.
يجب على المرضى الذين لديهم تاريخ من تهيج المريء نتيجة الأدوية اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

الآثار الجانبية

  • الغثيان، القيء، والإسهال.
  • انزعاج البطن أو اضطراب المعدة.
  • فرط التحسس للضوء (Photosensitivity)، مما يزيد من خطر حروق الشمس.
  • العدوى الثانوية الفطرية أو البكتيرية مع الاستخدام الطويل الأمد.
  • سمية الكبد أو ضعف وظائف الكلى نادرة الحدوث.
  • تغير لون الأسنان ونقص نمو المينا لدى الأطفال.

الجرعة الزائدة

تشمل أعراض الجرعة الزائدة الغثيان الشديد، القيء، الإسهال، والجفاف.
قد تحدث اختلالات في الأملاح والمعادن في الحالات الخطيرة.

يُعد الرعاية الداعمة العلاج الرئيسي، بما في ذلك إدارة السوائل والأملاح المعدنية.
يمكن النظر في استخدام الفحم المنشط إذا كان الابتلاع حديثًا.
يوصى بالمراقبة الدقيقة في مرفق طبي في حالات الجرعة الزائدة الشديدة.

السمية

تنجم سمية الكلورتتراسيكلين بشكل رئيسي عن تهيج الجهاز الهضمي وسمية الكبد.
قد يؤدي الاستخدام الطويل الأمد إلى سمية الكلى، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من مشكلات كلوية موجودة مسبقًا.
يمكن أن تصبح تفاعلات فرط التحسس للضوء (Photosensitivity) شديدة مع التعرض الطويل.
قد يؤدي اضطراب ميكروبيوتا الأمعاء إلى حدوث عدوى ثانوية (Superinfections).

في حالات السمية الشديدة، من الضروري إيقاف الدواء فورًا وتقديم الرعاية الداعمة.