دوكسيلامين هو مضاد هيستامين من الجيل الأول وينتمي إلى فئة الإيثانولامين، ويُستخدم أساسًا بسبب خصائصه المُسكِّنة والمضادة للحساسية. يعمل من خلال حجب مستقبلات الهيستامين H1، مما يساهم في تقليل أعراض الحساسية مثل سيلان الأنف، والعُطاس، والحكّة. وبسبب تأثيره المُهدِّئ القوي، يُستعمل غالباً كدواء يُصرف بدون وصفة طبية للمساعدة على النوم في حالات الأرق قصيرة المدى. كما يدخل دوكسيلامين ضمن تركيبات دوائية أخرى، مثل مشاركته مع فيتامين B6 (البيريدوكسين)، لعلاج الغثيان والقيء أثناء الحمل.

يتميز الدواء بسرعة بدء المفعول، ويتم امتصاصه بشكل جيد عند تناوله عن طريق الفم. ويُستقلب في الكبد ويُطرح أغلبه عن طريق البول. تشمل الآثار الجانبية الشائعة له: النعاس، جفاف الفم، واضطرابات هضمية خفيفة. ويُنصح بالحذر عند استخدامه لدى كبار السن أو المرضى الذين يعانون من مشكلات تنفسية بسبب احتمال حدوث تهدئة شديدة وتأثيرات مضادة للكولين.

وقد تمت دراسة دوكسيلامين لاستخدامات خارج النشرة في بعض اضطرابات النوم، وكذلك ضمن علاجات مركّبة لأعراض البرد والحساسية. وتجعله سهولة توفره وفعاليته من أكثر مضادات الهيستامين استخدامًا ومعرفة على مستوى العالم.

الأسماء التجارية

يُسوَّق دوكسيلامين تحت عدة أسماء تجارية حول العالم. من أكثرها شيوعًايونيسوم (Unisom) و ناي quil (NyQuil) عندما يكون جزءًا من تركيبات دوائية مشتركة، وكذلك Doxylamine Succinate المتوفر كدواء يُصرف بدون وصفة طبية. يتوفر الدواء على هيئة أقراص وكبسولات ومحاليل سائلة، وقد تختلف الأسماء التجارية من دولة لأخرى حسب الموافقات التنظيمية. وغالبًا ما يُجمع مع مواد أخرى مثل البيريدوكسين (فيتامين B6) لاستخدامه في علاج الغثيان والقيء خلال فترة الحمل.

آلية العمل

يُعدّ دوكسيلامين مضادًا لمستقبلات الهيستامين H1 من الجيل الأول. فعند قيامه بحجب هذه المستقبلات، يمنع الهيستامين من إحداث أعراض الحساسية مثل العُطاس والحكّة واحتقان الأنف. كما أن الدواء يعبر الحاجز الدماغي الدموي، مما يؤدي إلى حدوث التهدئة عبر تثبيط الجهاز العصبي المركزي. وتساهم خصائصه المضادة للكولين في تقليل الإفرازات في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي. ويُعد هذا المزيج بين التأثير المضاد للهيستامين والتأثير المُسكِّن أساس استخدامه المزدوج في علاج الحساسية والأرق.

 

الحركية الدوائية

الامتصاص
يُمتص دوكسيلامين بسرعة بعد تناوله عن طريق الفم، وتُسجَّل أعلى تركيزات في البلازما خلال 1–2 ساعة تقريبًا. وقد يؤدي تناول الطعام إلى تأخير بسيط في الامتصاص، لكنه لا يؤثر بشكل ملحوظ على التوافر الحيوي. ويساهم امتصاصه الفموي العالي في سرعة بدء مفعوله.

التوزيع
يتوزّع الدواء على نطاق واسع في أنسجة الجسم، بما في ذلك الجهاز العصبي المركزي، وهو ما يفسّر تأثيراته المُهدّئة. كما أنه يرتبط بدرجة عالية ببروتينات الدم، مما قد يؤثر على تفاعلاته مع أدوية أخرى. ويُعد حجم توزيعه كبيرًا بما يكفي ليضمن وصوله الفعّال إلى الأنسجة.

الاستقلاب (الأيض)
يُستقلب دوكسيلامين بشكل أساسي في الكبد عبر مسارات أكسدة مختلفة. وتنتج عنه عدة نواتج أيضية، إلا أن أغلب الفعالية الدوائية تعود إلى المادة الأم نفسها. وقد تختلف سرعة الاستقلاب باختلاف العمر ووظائف الكبد.

الإطراح
يُطرح الدواء بشكل رئيسي عن طريق البول، سواء على هيئة الدواء الأصلي أو نواتج أيضه. وتتراوح فترة نصف العمر للتخلص منه بين 10 و12 ساعة، مما يسمح بالاكتفاء بجرعة واحدة عند وقت النوم. ويحدث طرح قليل جدًا عبر البراز.

الديناميكية الدوائية

يمارس دوكسيلامين تأثيره من خلال حجب مستقبلات الهيستامين H1 في الأنسجة الطرفية وفي الجهاز العصبي المركزي. وينشأ تأثيره المهدّئ نتيجة حجب مستقبلات الهيستامين في الدماغ. كما أن نشاطه المضاد للكولين يساهم في تقليل الإفرازات المخاطية، وقد يؤدي إلى جفاف الفم. يبدأ مفعوله عادة بشكل سريع، خلال 30 دقيقة إلى ساعة، بينما تستمر آثاره في الغالب لمدة 6–8 ساعات، مما يجعله مناسبًا لتخفيف الأعراض طوال فترة الليل.

طريقة الاستخدام

يُعطى دوكسيلامين عن طريق الفم على شكل أقراص أو كبسولات أو محلول سائل. ويُؤخذ عادة قبل النوم بنحو 30 دقيقة عند استخدامه لعلاج الأرق. أما في حالات الغثيان المرتبط بالحمل، فيُعدَّل مقدار الجرعة ويُستخدم غالبًا مع البيريدوكسين (فيتامين B6). يجب ابتلاع الأقراص كاملة مع الماء دون سحقها أو مضغها. كما ينبغي مراعاة توقيت الجرعة لتجنّب حدوث النعاس خلال النهار لدى المرضى الحساسين للتأثيرات المُهدّئة.

الجرعات والتركيزات

الجرعة الشائعة للبالغين لعلاج الأرق هي 25 ملغ عند وقت النوم. أمّا جرعات الأطفال فتكون أقل، ويجري تعديلها حسب العمر والوزن. وفي حالات الغثيان أثناء الحمل، يُستخدم الدواء ضمن علاج مُركّب مع البيريدوكسين (فيتامين B6) وفق المقادير الموصوفة طبيًا. وقد تختلف تركيزات المستحضرات المتاحة بدون وصفة طبية من منتج لآخر. ويجب عدم تجاوز الجرعات الموصى بها لتجنّب حدوث تهدئة مفرطة.

تداخلات الأدوية

يمكن أن يتفاعل دوكسيلامين مع الأدوية المثبِّطة للجهاز العصبي المركزي مثل الكحول والمواد الأفيونية والبنزوديازيبينات، مما يزيد من شدة التهدئة. كما قد تؤدي الأدوية ذات الخصائص المضادة للكولين إلى رفع احتمالية حدوث آثار جانبية مثل جفاف الفم أو احتباس البول. وقد يُفاقم الاستخدام المتزامن مع مثبّطات MAO التأثيرات المضادة للكولين. أما التداخلات مع الأدوية التي يُستقلب معظمها في الكبد فقد تُغيّر مستويات الدواء في الجسم. لذلك يُنصح بالمراقبة الدقيقة خصوصًا عند استخدام عدة أدوية في الوقت نفسه.

تفاعلات الطعام

قد يؤدي تناول الطعام إلى تأخير بسيط في امتصاص الدواء، لكنه لا يؤثر بشكل ملحوظ على التوافر الحيوي. ويجب تجنّب الكحول لأنه يزيد من تأثيرات التهدئة. كما قد تزيد الوجبات الغنية بالدهون من تأثيراته على الجهاز العصبي المركزي. بينما قد تُخفّض مادة الكافيين من فعالية الدواء المُهدّئة. ولا توجد تفاعلات كبيرة مُسجّلة مع الأطعمة الشائعة بخلاف هذه النقاط.

موانع الاستخدام

يُمنع استخدام دوكسيلامين لدى المرضى الذين لديهم حساسية تجاه الدواء أو تجاه مضادات الهيستامين من فئة الإيثانولامين. كما ينبغي تجنّبه في حالات الزَّرَق ذو الزاوية الضيّقة، أو احتباس البول الشديد، أو الحساسية المعروفة لمضادات الهيستامين عمومًا.
ويجب توخّي الحذر عند استخدامه خلال فترة الحمل ما لم يكن موصوفًا خصيصًا لعلاج الغثيان. أمّا استخدامه أثناء الرضاعة فهو محدود ويحتاج إلى تقييم من الطبيب.

الآثار الجانبية

  • الشعور بالنعاس أو الخمول في اليوم التالي
  • الدوخة أو إحساس بالدوار
  • جفاف الفم أو الأنف أو الحلق
  • الإمساك أو صعوبة في حركة الأمعاء
  • الرؤية المشوشة أو المزدوجة
  • الصداع أو الانزعاج الخفيف في الرأس
  • اضطراب المعدة، الغثيان، أو الإسهال
  • التهيّج أو فرط النشاط، خصوصًا عند الأطفال      

الجرعة الزائدة

تشمل أعراض الجرعة الزائدة ما يلينعاس شديد، ارتباك، هلوسة، جفاف الفم، توسّع حدقة العين، وفي الحالات الشديدة قد تحدث نوبات صرع أو غيبوبة.
ويتركز العلاج بشكل أساسي على الدعم الطبي، بما في ذلك غسل المعدة واستخدام الفحم المنشط إذا كان التعاطي حديثًا. ويُنصح بمراقبة الوظائف الحيوية ووظائف القلب. لا يوجد ترياق محدد للدوكسيلامين. ويجب متابعة المرضى حتى يتم التعافي التام.

السُميّة

يتمتّع دوكسيلامين بمؤشر علاجي واسع نسبيًا، لكن الجرعات العالية قد تؤدي إلى تثبيط شديد للجهاز العصبي المركزيوقد يسبب سوء الاستخدام المزمن أو الجرعة الزائدة تسمم الكبد أو مضاعفات القلب والأوعية الدموية. كما أن التسمم المضاد للكولين قد يزيد من تفاقم الحالات الموجودة مسبقًا مثل الزرق أو احتباس البول.
ورغم أن النتائج المميتة نادرة، إلا أنها ممكنة في حالات التعاطي بكميات كبيرة جدًا. ويُحقق الدواء أقصى درجات الأمان عند الالتزام الصارم بتعليمات الجرعات الموصى بها.