دوكسپين هو مضاد اكتئاب ثلاثي الحلقات (TCA) تمت الموافقة عليه لأول مرة في الولايات المتحدة عام 1969 لعلاج اضطراب الاكتئاب الشديد واضطرابات القلق، وقد تم تطويره في الأصل من خلال أبحاث شركات أدوية مثل فايزر. يُستخدم بشكل رئيسي لعلاج الاكتئاب والقلق، وعند الجرعات المنخفضة يُصرف أيضًا للأرق. يتوفر دوكسپين تحت أسماء تجارية مثل Sinequan، الذي يأتي على شكل كبسولات أو محلول لعلاج الاكتئاب والقلق، وSilenor، الذي يُسوَّق على شكل أقراص لعلاج الأرق.

الأسماء التجارية
• يُسوَّق دوكسپين تحت عدة أسماء تجارية:
Sinequan® – كبسولات أو محلول فموي لعلاج الاكتئاب والقلق.
Silenor® – أقراص تُستخدم بجرعات منخفضة لعلاج الأرق.
• تتوفر أيضًا نسخ جنيسة أخرى حسب المنطقة.

يعتمد اختيار العلامة التجارية على الحالة المرضية والتشكيلة المطلوبة.

آلية العمل
دوكسپين هو مضاد اكتئاب ثلاثي الحلقات (TCA) يعمل عن طريق تثبيط إعادة امتصاص النورإبينفرين والسيروتونين، مما يزيد من مستوياتهما في الدماغ لتحسين المزاج وتقليل القلق. بالإضافة إلى ذلك، له تأثيرات مضادة للهستامين ومضادة للكولين، مما يساهم في التهدئة ويساعد على علاج الأرق عند الجرعات المنخفضة. تأثيراته على عدة أنظمة نواقل عصبية تجعله فعالًا لكل من اضطرابات الاكتئاب والقلق.

الحركية الدوائية 

الامتصاص
يتم امتصاص دوكسپين جيدًا عن طريق الفم، حيث تصل أعلى تركيزات في البلازما خلال 2–6 ساعات. ولا يؤثر الطعام بشكل كبير على امتصاصه.

التوزيع
يرتبط الدواء بالبروتينات بشكل كبير (~95%)، ويوزع على نطاق واسع في أنسجة الجسم بما في ذلك الدماغ، بحجم توزيع تقريبًا 10–20 لتر/كغ.

الاستقلاب
يتم استقلاب دوكسپين بشكل واسع في الكبد بواسطة إنزيمات السيتوكروم P450، وخاصة CYP2D6، مكونًا مستقلبات نشطة وغير نشطة تساهم في تأثيراته العلاجية والآثار الجانبية.

الإفراز
يُفرز معظم المستقلبات عن طريق البول. وتتراوح نصف حياة التخلص من 8 إلى 24 ساعة، وتختلف حسب الجرعة والعمر ووظائف الكبد.

الديناميكا الدوائية

يعمل دوكسپين على زيادة النورإبينفرين والسيروتونين في المشابك العصبية، مما يحسن المزاج ويقلل من أعراض القلق. تُعزى تأثيراته المهدئة بشكل رئيسي إلى مضاداته القوية لمستقبلات الهستامين H1، خاصة عند الجرعات المنخفضة المستخدمة لعلاج الأرق. كما أن نشاطه مضاد الكولين قد يسبب آثارًا جانبية مثل جفاف الفم، الإمساك، واحتباس البول. تظهر الفوائد العلاجية لعلاج الاكتئاب أو القلق عادةً خلال 2–4 أسابيع، بينما يكون مفعول التهدئة ملحوظًا خلال ساعات عند استخدام جرعات الأرق.

طريقة الإعطاء

يُعطى دوكسپين عن طريق الفم على شكل كبسولات أو أقراص أو محلول سائل. لعلاج الاكتئاب والقلق، عادةً ما تُؤخذ الجرعات مرة أو مرتين يوميًا، بينما لعلاج الأرق، تُستخدم جرعات منخفضة جدًا قبل النوم بحوالي 30 دقيقة. يُنصح بتناول الدواء في نفس الوقت يوميًا للحفاظ على مستويات ثابتة في الدم. قد يكون من الضروري تعديل الجرعة لكبار السن أو المرضى الذين يعانون من ضعف في وظائف الكبد.

الجرعة والقوة

لعلاج الاكتئاب والقلق، تتراوح الجرعة المعتادة من 75 إلى 150 ملغ يوميًا، مقسمة إلى جرعة واحدة أو جرعتين، وقد يحتاج بعض المرضى إلى ما يصل إلى 300 ملغ يوميًا. لعلاج الأرق، تُؤخذ جرعات منخفضة تتراوح بين 3–6 ملغ مرة واحدة يوميًا قبل النوم (Silenor). يجب تفصيل الجرعة حسب العمر ووظائف الكبد والتحمل والحالة الطبية. البدء بجرعات منخفضة وزيادتها تدريجيًا يقلل من خطر حدوث الآثار الجانبية.

تداخلات الدواء

يمكن أن يتفاعل دوكسابين مع مثبطات الجهاز العصبي المركزي الأخرى، بما في ذلك الكحول، البنزوديازيبينات، والأفيونات، مما يزيد من تأثيره المهدئ. الاستخدام المتزامن مع مثبطات MAO قد يؤدي إلى أزمات ارتفاع ضغط الدم. مثبطات إنزيم CYP2D6 قد تزيد من تركيز الدواء في الدم، مما يرفع خطر السمية. الجمع مع أدوية أخرى تؤثر على السيروتونين يزيد من خطر متلازمة السيروتونين. يجب مراقبة الأدوية التي تؤثر على نظم القلب بعناية نظرًا لاحتمال حدوث تأثيرات قلبية.

تداخلات الطعام

الطعام لا يؤثر بشكل كبير على امتصاص دوكسابين، لكن يجب تجنب الكحول لأنه يزيد من التأثير المهدئ للدواء. الكافيين قد يقلل من فعالية المهدئ عند استخدام جرعات منخفضة لعلاج الأرق. الحفاظ على انتظام مواعيد الوجبات يساعد في استقرار مستويات الدواء في الدم. يجب توعية المرضى بإمكانية تفاعل الدواء مع مواد أخرى تُثبط الجهاز العصبي المركزي.

موانع الاستعمال 

يُمنع استخدام دوكسابين في الحالات التالية:

  • فرط الحساسية لمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs).
  • الاستخدام المتزامن أو الحديث لمثبطات مونوأمين أوكسيداز (MAO inhibitors).
  • فترة التعافي الحادة بعد احتشاء عضلة القلب (النوبة القلبية).
  • وجود خلل شديد في وظائف الكبد.
  • الزرق الضيق الزاوية أو صعوبة التبول (احتباس البول) بسبب تأثيراته مضادة للكولين.

الآثار الجانبية

قد يسبب دوكسابين بعض الآثار الجانبية، منها:

  • النعاس والدوخة.
  • جفاف الفم.
  • الإمساك.
  • ضعف أو تشوش الرؤية.
  • الغثيان والقيء.
  • صعوبة التبول (احتباس البول).
  • تسارع ضربات القلب (خفقان).
  • زيادة الوزن.
  • تغيّر الرغبة الجنسية.
  • زيادة حساسية الجلد لأشعة الشمس.
  • التعرق المفرط.
  • الارتباك أو اضطراب الإدراك.

الجرعة الزائدة

أعراض الجرعة الزائدة من دوكسابين قد تشمل:

  • النعاس الشديد.
  • الارتباك والاضطراب الذهني.
  • الهيجان أو الانفعال الشديد.
  • التشنجات (نوبات صرع).
  • انخفاض ضغط الدم (هبوط).
  • اضطرابات ضربات القلب (عدم انتظام القلب).

يمكن أن تكون الجرعة الزائدة مهددة للحياة بسبب تأثيرات دوكسابين على القلب والجهاز العصبي المركزي.
يشمل التعامل مع الجرعة الزائدة:

  • الرعاية الداعمة للمريض.
  • غسل المعدة إذا كان ذلك مناسبًا.
  • إعطاء الفحم النشط لامتصاص الدواء.
  • مراقبة القلب وضغط الدم بشكل دقيق.
  • في الحالات الشديدة، قد تكون الرعاية في وحدة العناية المركزة ضرورية.

التدخل المبكر يحسن بشكل كبير نتائج العلاج ويقلل من المضاعفات.

السُّمّية

يزداد خطر السمية مع الجرعات العالية أو الجرعة الزائدة العرضية. قد تظهر السمية على النحو التالي:

  • سمية قلبية: قد تشمل اضطرابات ضربات القلب أو تأخر التوصيل الكهربائي للقلب.
  • سمية الجهاز العصبي المركزي: قد تشمل النوبات (تشنجات)، النعاس الشديد، أو الغيبوبة.
  • السمية المضادة للكولين: قد تؤدي إلى احتباس البول، ارتفاع درجة الحرارة، أو الهذيان.

الالتزام بالجرعات الموصوفة والمراقبة الدقيقة يقلل بشكل كبير من خطر السمية ويضمن استخدام الدواء بأمان.