بيتا-سيتوستيرول هو ستيرول نباتي طبيعي يوجد في الفواكه والخضروات والمكسرات والبذور، وله تركيب مشابه للكوليسترول. يرتبط تاريخه بالأبحاث التي تناولت تأثير المركبات النباتية على صحة الإنسان، خاصة في خفض مستويات الكوليسترول من خلال تثبيط امتصاصه، بالإضافة إلى تخفيف أعراض تضخم البروستاتا وربما تعزيز وظيفة المناعة. على الرغم من استخدامه في الطب التقليدي منذ قرون، فإن استخداماته العلاجية الحديثة تستند إلى دراسات علمية توسعت بشكل ملحوظ خلال القرن العشرين. يُعتبر بيتا-سيتوستيرول مكملًا غذائيًا شائعًا معروفًا بخفض الكوليسترول عن طريق منع امتصاصه وتخفيف أعراض تضخم البروستاتا. كما يُظهر إمكانية دعم الوقاية من أمراض القلب وعلاج بعض أنواع السرطان، رغم الحاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه الفوائد.
الأسماء التجارية
آلية العمل
تتمثل آلية عمل بيتا-سيتوستيرول في تأثيرات متعددة تشمل عدة مسارات. فهو يعزز عملية الموت الخلوي المبرمج (الاستماتة)، ويوقف دورة الخلية، ويثبط نمو الخلايا السرطانية وانتشارها (النقائل). يتحقق ذلك من خلال تعديل مسارات الإشارة الحيوية الرئيسية، بما في ذلك تفعيل الكاسبيز، وتنظيم البروتينات مثل p53، وتوازن Bax/Bcl-2، ومسارات ERK1/2. بالإضافة إلى ذلك، في صحة البروستاتا، يمكن لبيتا-سيتوستيرول أن يمنع ارتباط الديهيدروتستوستيرون بمستقبلات الأندروجين، مما يساعد على تقليل أعراض مشاكل البروستاتا.
علم الأدوية الحركي
الامتصاص
يتميز بيتا-سيتوستيرول بتوافر حيوي فموي منخفض جدًا، يتراوح بين حوالي 0.5% إلى 5% في الإنسان. ويرجع ذلك إلى تنافُسه مع الكوليسترول على الامتصاص في الأمعاء. بعد الامتصاص، يتحول جزء من بيتا-سيتوستيرول إلى أحماض صفراوية، في حين يتم التخلص من الباقي.
التوزيع
حجم التوزيع (Vd) لبيتا-سيتوستيرول غير محدد بدقة في الإنسان بسبب قلة البيانات الدوائية الحركية المتاحة. ومع ذلك، كونه ستيرول نباتي ذو محبة للدهون، يُتوقع أن يتوزع بشكل رئيسي في الأنسجة الغنية بالدهون بدلاً من مجرى الدم، مما يشير إلى حجم توزيع كبير نسبيًا. هناك حاجة إلى دراسات أكثر تحديدًا لتحديد القيم الدقيقة.
الأيض
يتم أيض بيتا-سيتوستيرول بشكل محدود جدًا في جسم الإنسان. بعد امتصاصه المحدود من الأمعاء، يتحول جزء منه في الكبد إلى أحماض صفراوية، بينما يُفرز الجزء الأكبر منه دون تغيير عبر الصفراء والبراز. يشبه أيضه مسارات أيض الكوليسترول، لكنه يخضع لعملية تحويل حيوية أقل شمولاً.
الإطراح
بيتا-سيتوستيرول يُمتص بشكل ضعيف، حيث لا يتم امتصاص أكثر من حوالي 5% أو أقل من الأمعاء. يتم التخلص من الغالبية العظمى (حوالي 95% أو أكثر) دون تغيير في البراز. من الجزء القليل الممتص، يُتم أيض جزء في الكبد ويُطرح عبر الصفراء، بينما يتم التخلص من كمية ضئيلة جدًا (أقل من 1%) عن طريق البول.
الديناميكا الدوائية
تنبع الديناميكا الدوائية لبيتا-سيتوستيرول من نطاقه الواسع من الأنشطة البيولوجية. فهو يتنافس مع الكوليسترول على الامتصاص المعوي، مما يساعد على خفض مستويات الدهون في الدم. بالإضافة إلى ذلك، يقوم بتنظيم استجابات الجهاز المناعي عن طريق تعديل إنتاج السيتوكينات، ويُظهر تأثيرات مضادة للالتهاب من خلال تثبيط السيتوكينات الالتهابية، ويؤثر على مسارات الإشارات الخلوية المشاركة في تطور السرطان والبرمجة الخلوية للموت (الاستماتة). كما يُظهر بيتا-سيتوستيرول خصائص مضادة للأكسدة، ومضادة لمرض السكري، ومضادة للقلق.
طريقة الاستخدام
يُعطى بيتا-سيتوستيرول عادةً عن طريق الفم بجرعات تتراوح بين 3 إلى 4 جرامات يوميًا لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر لدى البالغين، مع إمكانية استخدام جرعات أقل تتراوح بين 60 إلى 130 ملغ يوميًا بأمان لفترات أطول. استُخدمت في الدراسات السريرية جرعات أعلى تصل إلى 12 جرامًا يوميًا، خاصةً لتأثيراته في خفض الكوليسترول، في حين قد تختلف الجرعات المستخدمة في الأبحاث لأغراض علاجية أخرى حسب أهداف الدراسة.
الجرعة والقوة
الجرعة النموذجية للبالغين:
القوى المتاحة:
تتوفر مكملات بيتا-سيتوستيرول عادةً في شكل كبسولات أو أقراص، مع قوى تتراوح بين 60 ملغ و500 ملغ لكل وحدة. كما يتوفر أيضًا في خلطات الفيتوستيرول، غالبًا مع كامبسترول وستيجماسترول.
تفاعلات الغذاء
امتصاص بيتا-سيتوستيرول يزداد عند تناوله مع وجبات دهنية، لأنه قابل للذوبان في الدهون، وقد يقل امتصاصه مع الأطعمة قليلة الدهون. يتنافس مع الكوليسترول الغذائي على الامتصاص، لذا فإن اتباع نظام غذائي منخفض الكوليسترول يمكن أن يعزز تأثيراته في خفض الدهون. تناول بيتا-سيتوستيرول مع أطعمة غنية بالستيرولات النباتية مثل المكسرات والبذور والزيوت النباتية قد يحقق فوائد إضافية. ومع ذلك، فإن الاستخدام طويل الأمد أو بجرعات عالية قد يقلل قليلاً من امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون (أ، د، هـ، وك).
تفاعلات الأدوية
قد يتفاعل بيتا-سيتوستيرول مع الأدوية التي تؤثر على امتصاص الكوليسترول أو أيض الدهون. عند تناوله مع أدوية خافضة للكوليسترول مثل الإزيتيميب أو الستاتينات، يمكن أن يكون له تأثيرات إضافية في تقليل LDL (الكوليسترول الضار). مع ذلك، قد يقلل من امتصاص الأدوية أو الفيتامينات الذائبة في الدهون بسبب تأثيره على امتصاص الدهون. يُنصح بالحذر عند تناوله مع أدوية حاصرات الأحماض الصفراوية (مثل الكوليستيرامين، الكوليستيبول)، حيث إن كلاهما يقللان من امتصاص الكوليسترول وقد يؤثران على فعالية بعضهما البعض. لا توجد تفاعلات موثقة مع معظم فئات الأدوية الأخرى، لكن يُفضل المتابعة الطبية عند استخدامه مع أدوية تتطلب امتصاصاً معتمداً على الدهون.
موانع الاستخدام
المانع الرئيسي لاستخدام مكملات بيتا-سيتوستيرول هو مرض السيتوستيروليميا، وهو اضطراب وراثي نادر في تخزين الدهون. في هذا المرض، يمتص الجسم الستيرولات النباتية مثل بيتا-سيتوستيرول بشكل مفرط ولا يتخلص منها بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى تراكمها في الدم والأنسجة. هذا التراكم قد يسبب تصلب الشرايين المبكر ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية.
الآثار الجانبية
الجرعة الزائدة
السمية
يُعتبر بيتا-سيتوستيرول آمناً بشكل عام ومتحملاً جيداً عند الجرعات المألوفة في المكملات الغذائية. السمية نادرة الحدوث لأنه يمتص بالجسم بنسبة منخفضة ويتم التخلص منه في الغالب دون تغيير. ومع ذلك، فإن الجرعات العالية جداً أو الاستخدام لفترات طويلة قد يؤدي إلى اضطرابات خفيفة في الجهاز الهضمي مثل الغثيان، عسر الهضم، الإسهال، أو الإمساك. في الأشخاص المصابين بمرض السيتوستيروليميا، يمكن أن يتراكم بيتا-سيتوستيرول إلى مستويات سامة، مما يزيد من خطر تصلب الشرايين المبكر والمضاعفات القلبية الوعائية. لم تُسجل أي حالات سمية للأعضاء أو تأثيرات ممرضة في الأشخاص الطبيعيين عند الجرعات القياسية.