بيتا-كاروتين هو صبغة طبيعية توجد في العديد من الفواكه والخضروات ذات اللون الأصفر والبرتقالي والأخضر الداكن. يحولها الجسم إلى فيتامين أ، الذي يساعد في الوقاية من نقص فيتامين أ ويعمل كمضاد للأكسدة. بينما يكون بيتا-كاروتين المستخلص من المصادر الغذائية آمنًا ومفيدًا، قد يكون تناول مكملات بجرعات عالية ضارًا، خصوصًا للمدخنين. قد يؤدي استهلاك كميات كبيرة من خلال الطعام أحيانًا إلى ظهور لون أصفر-برتقالي على الجلد، وهو حالة غير ضارة تعرف باسم "الكاروتينوديرميا".

تم عزل بيتا-كاروتين لأول مرة من الجزر عام 1831 بواسطة هاينريش فاكنرودر. وتم تحديد صيغته الكيميائية عام 1907، وتم التوصل إلى هيكله الكامل بواسطة بول كارر بين عامي 1930 و1931، وهو الاكتشاف الذي نال عنه جائزة نوبل.

أسماء العلامات التجارية
Lumiteneمنتج بيتا-كاروتين يُصرف بوصفة طبية، يُستخدم عادةً لإدارة بعض الحالات الطبية المحددة.
A-Caro-25اسم علامة تجارية أخرى لتركيبة بيتا-كاروتين تُصرف بوصفة طبية.

آلية العمل
يعمل بيتا-كاروتين كمضاد أكسدة قوي ضد أنواع الأكسجين التفاعلية، وخاصة الأكسجين المفرد (Singlet Oxygen). يعمل كمزيل للجذور الحرة الدهنية (الليبوفيلية) الموجودة في أغشية الخلايا في جميع أجزاء الخلية، كما يؤثر على التعديل التأكسدي للـ LDL (الكوليسترول منخفض الكثافة). تنبع خصائصه المضادة للأكسدة من سلاسل الروابط الثنائية المترافقة الطويلة في تركيبه، والتي تمكّنه من تحييد جذور الأكسجين الحرة وتبديد طاقتها. يساعد هذا العملية على منع تأكسد الدهون (البيروكسيد الدهني) عن طريق تثبيط نشاط الجذور الحرة.

الحركية الدوائية:

الامتصاص
يمتاز امتصاص بيتا-كاروتين بتفاوت كبير (حوالي 5% إلى 65%) ويعتمد على تحرره من أنسجة النباتات وتحويله إلى شكل يمكن للجسم استخدامه. يجب أن يتحول إلى ميليل (micellarized) في الأمعاء، ثم يمتصه خلايا الأمعاء، ويُحول إلى فيتامين أ عند الحاجة. مضغ وطحن وطهي الأطعمة يمكن أن يحسن من امتصاصه.

التوزيع
يُمتص بيتا-كاروتين الموجود في الفواكه الملونة والخضروات الورقية مع الدهون الغذائية، وينقل في الدم عبر البروتينات الدهنية مثل LDL وHDL. يتم توزيعه في الأنسجة، خصوصًا في الكبد والرئتين، حيث يتحول إلى فيتامين أ.

التمثيل الغذائي
يمر بيتا-كاروتين بعدة مراحل في الجسم، بدءًا من امتصاصه في الأمعاء، ثم تحويله إلى فيتامين أ (الريتينول)، وتوزيعه في أنحاء الجسم، وصولًا إلى تخزينه أو إخراجه. هذه العملية تخضع لتنظيم دقيق وتتأثر بنسب الدهون في الغذاء، والعوامل الوراثية، واحتياجات الجسم من فيتامين أ.

الإخراج
يُطرح بيتا-كاروتين ومشتقاته عن طريق البراز والبول. المسار الرئيسي لإخراج بيتا-كاروتين غير الممتص هو البراز، بينما تُطرح المشتقات القابلة للذوبان في الماء عبر الصفراء والبول.

الديناميكا الدوائية
يزيد تناول بيتا-كاروتين عن طريق الفم من مستوياته في الدم بنسبة حوالي 60%، لكنه لا يؤثر على تركيزه في القلب أو الكبد أو الكلى. أظهرت الدراسات المخبرية على خلايا الكبد (الهباتوسايت) أن بيتا-كاروتين يقلل من الإجهاد التأكسدي، ويعزز النشاط المضاد للأكسدة، ويقلل من موت الخلايا المبرمج (الأبوتوسيس).

طريقة الاستخدام
يؤخذ بيتا-كاروتين عن طريق الفم من خلال الطعام أو المكملات، ويُمتص بشكل أفضل عند تناوله مع الدهون الغذائية. تختلف الجرعة حسب العمر والهدف، حيث تتراوح الجرعة اليومية الموصى بها للبالغين بين 6 إلى 15 ملغ، وللأطفال بين 3 إلى 6 ملغ. قد تُستخدم جرعات أعلى لأغراض علاجية، مثل حساسية الشمس لدى مرضى الفرفرية الحمراء النخاعية (erythropoietic protoporphyria). بالنسبة لمعظم الناس، يُفضل الحصول على بيتا-كاروتين من الفواكه والخضروات بدلًا من المكملات.

الجرعة والتركيز
تختلف جرعة بيتا-كاروتين حسب الفرد والحالة الطبية، لذلك من المهم اتباع تعليمات الطبيب أو التعليمات المدونة على العبوة. للتكميل الغذائي العام، عادة ما يأخذ البالغون والمراهقون من 6 إلى 15 ملغ يوميًا، بينما يأخذ الأطفال من 3 إلى 6 ملغ يوميًا. تُستخدم جرعات أعلى لعلاج حساسية الشمس في حالات مثل الفرفرية الحمراء النخاعية (erythropoietic protoporphyria) والطفح الجلدي الضوئي متعدد الأشكال (polymorphous light eruption)، حيث قد يتناول البالغون أحيانًا حتى 300 ملغ يوميًا. إذا كانت مستويات فيتامين أ في الجسم مرتفعة، فإن الجسم سيحوّل كمية أقل من بيتا-كاروتين إلى فيتامين أ.

تداخلات الطعام
مكملات بيتا-كاروتين قد تتداخل مع عدة أدوية مثل أدوية خفض الكوليسترول، وأدوية فقدان الوزن، والكحول، مما قد يؤثر على امتصاصها أو فعاليتها. ومن المهم ملاحظة أن معظم هذه التداخلات تخص مكملات بيتا-كاروتين، وليست بيتا-كاروتين الموجودة طبيعيًا في الأطعمة.

تداخلات الأدوية
تتفاعل مكملات بيتا-كاروتين مع عدة أدوية، منها أدوية خفض الكوليسترول، وأدوية فقدان الوزن، والكحول، التي قد تؤثر على امتصاصه أو فعاليته. من المهم التنويه إلى أن معظم هذه التداخلات تتعلق بمكملات بيتا-كاروتين، وليس بالبيتا-كاروتين الموجود طبيعيًا في الأطعمة.

موانع الاستعمال
مكملات بيتا-كاروتين بجرعات عالية ممنوعة للأشخاص الذين يدخنون، أو لديهم تاريخ في التدخين، أو تعرضوا للأسبستوس. في هذه الفئات، قد تزيد الجرعات العالية من مكملات بيتا-كاروتين من خطر الإصابة بسرطان الرئة وغيرها من المضاعفات الصحية السلبية، بما في ذلك زيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.

الآثار الجانبية
• الإسهال
• الدوار أو الدوخة
• آلام أو انزعاج في المفاصل
• نزيف أو كدمات غير متوقعة

الجرعة الزائدة
تعد الجرعة الزائدة من بيتا-كاروتين الناتجة عن تناول الأطعمة عادة غير ضارة، وقد تسبب اصفرارًا أو احمرارًا مؤقتًا في لون الجلد يُعرف باسم الكاروتينيميا. ومع ذلك، فإن تناول مكملات بيتا-كاروتين بجرعات عالية — خاصة لدى المدخنين — يمكن أن يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، وقد يرتبط أيضًا بارتفاع خطر الوفاة من جميع الأسباب. في حالات نادرة، قد تؤدي الجرعات العالية جدًا إلى ظهور آثار جانبية مثل الدوخة أو آلام المفاصل، مع الإشارة إلى أن هذه الأعراض لا ترتبط بتسمم فيتامين أ.

السمّية
بيتا-كاروتين عادةً غير سام حتى عند تناوله بكميات كبيرة. ومع ذلك، قد يؤدي تناول جرعات عالية لفترات طويلة إلى حالة تُعرف بـ الكاروتينيميا، وهي تحول لون الجلد إلى الأصفر البرتقالي. قد يكون تناول كميات كبيرة من بيتا-كاروتين مشكلة لبعض الأفراد.