ديكساميثازون أسيتات
ديكساميثازون أسيتات هو كورتيكوستيرويد صناعي تم تطويره على شكل إستر الأسيتات لدواء ديكساميثازون، والذي تم تصنيعه لأول مرة عام 1957 واعتماده للاستخدام الطبي في عام 1958. صُمم ليكون أكثر فاعلية ويقدم تأثيرًا مضادًا للالتهاب طويل الأمد مقارنة بالكورتيكوستيرويدات السابقة مثل الكورتيزون. ويُعد هذا الشكل الأسيتاتي دواءً أوليًا (Prodrug) يتحول إلى ديكساميثازون النشط، وقد صُنع خصيصًا لطرق إعطاء محددة مثل الحقن العضلي، الحقن داخل المفصل، أو الاستخدام العيني، بهدف توفير إطلاق مستمر وموضعي للستيرويد النشط.
الأسماء التجارية
آلية العمل
يعمل ديكساميثازون أسيتات بشكل رئيسي عن طريق الارتباط بمستقبلات الغلوكوكورتيكويد داخل الخلايا، والتي تنتقل بعد ذلك إلى نواة الخلية لتنظيم التعبير الجيني. يؤدي هذا التنظيم إلى تثبيط تصنيع الوسطاء المؤيدين للالتهاب (مثل البروستاجلاندينات والسيتوكينات)، وتقليل نشاط خلايا الجهاز المناعي، وتثبيت أغشية الخلايا.
بالإضافة إلى هذه التأثيرات الجينية، يظهر الديكساميثازون أسيتات أيضًا تأثيرات غير جينية تسهم في نشاطه المضاد للالتهاب والمثبط للجهاز المناعي
الحركية الدوائية
الامتصاص
يتفاوت امتصاص ديكساميثازون أسيتات حسب طريقة الإعطاء. تُمتص الحقن العضلية بكفاءة وتحول إلى الديكساميثازون النشط، بينما يعتمد الامتصاص الفموي على نوعية التركيبة. أما التطبيق الموضعي فيكون أبطأ وأقل فعالية ما لم تُستخدم مواد مساعدة على الامتصاص.
التوزيع
يتوزع ديكساميثازون أسيتات على نطاق واسع في الجسم ويرتبط ببروتينات البلازما بنسبة حوالي 77%. وتعتمد تركيزاته في الأنسجة على طريقة الإعطاء: فالإعطاء الجهازِي يوزع الدواء في جميع الأنسجة، بينما الطرق الموضعية، مثل الاستخدام العيني، تحقق تركيزات عالية في مواقع الهدف (مثل القزحية والخلط المائي) مع تعرض جهازِي محدود.
الاستقلاب
يُحول ديكساميثازون أسيتات إلى ديكساميثازون، الذي يخضع بعد ذلك لعملية الأيض في الكبد، بشكل رئيسي بواسطة إنزيم CYP3A4 في السيتوكروم P450، مكونًا 6-هيدروكسي ديكساميثازون ومستقلبات أخرى.
الإخراج
يُطرح ديكساميثازون أسيتات بشكل رئيسي عبر البول والبراز بعد الاستقلاب الكبدي. يُزال أكثر من 95% من الدواء خلال ثلاثة أيام، بشكل أساسي على شكل مستقلبات. ويمكن أيضًا الكشف عن بعض هذه المستقلبات في الأنسجة مثل الشعر، مما يسمح بالمراقبة متوسطة وطويلة المدى.
الفعالية الدوائية
يُظهر ديكساميثازون أسيتات تأثيراته الدوائية كجلوكوكورتيكويد قوي، حيث يوفر نشاطًا مضادًا للالتهابات ومثبطًا للمناعة بشكل قوي. يقوم بتخفيف الاستجابة المناعية من خلال:
وبذلك يمنع إنتاج الوسطاء الالتهابيين مثل البروستاجلاندينات والسيتوكينات.
طريقة الإعطاء
يُعطى ديكساميثازون أسيتات بشكل رئيسي عن طريق الحقن داخل العضلة (IM)، أو داخل المفصل، أو داخل الآفة.
كونه صيغة طويلة المفعول وأقل ذوبانًا في الماء (“depot”)، فإنه يوفر تأثيرات مستمرة وطويلة الأمد، على عكس ديكساميثازون فوسفات الصوديوم القابل للذوبان في الماء والمخصص للإعطاء السريع عبر الوريد (IV).
تفاعلات الدواء
يتفاعل ديكساميثازون أسيتات مع العديد من الأدوية، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى تأثيره على استقلاب الأدوية في الكبد وقدرته على تغيير توازن الإلكتروليتات في الجسم.
تشمل التفاعلات الهامة مع:
تفاعلات الطعام
يتفاعل ديكساميثازون أسيتات مع العديد من الأدوية، كما ذكر أعلاه، بسبب تأثيره على استقلاب الأدوية في الكبد وقدرته على تغيير توازن الإلكتروليتات.
يجب توخي الحذر عند تناوله مع:
موانع الاستعمال
يُعد ديكساميثازون أسيتات كورتيكوستيرويد قوي، ويُمنع استخدامه في الأشخاص الذين لديهم تحسس معروف تجاه الدواء أو أي من مكوناته. كما أنه غير مناسب للمرضى الذين يعانون من حالات معينة بسبب خصائصه المثبطة للمناعة وإمكانية حدوث آثار جانبية.
أهم موانع الاستعمال تشمل:
الجرعة الزائدة
يمكن أن يؤدي تناول جرعة زائدة من ديكساميثازون أسيتات إلى زيادة تأثيراته الدوائية بدلاً من ظهور أعراض سامة مميزة.
علاج الجرعة الزائدة:
يعتمد بشكل رئيسي على الدعم والرعاية العرضية. في حالات الجرعات الزائدة المزمنة، يُنصح بتخفيض الجرعة تدريجيًا بدلاً من التوقف المفاجئ للسماح باستعادة وظيفة الغدة الكظرية الطبيعية.
الآثار الجانبية
السُمية
يُظهر الأسيتات ديكساميثازون، وهو كورتيكوستيرويد قوي وطويل المفعول، ملف سميّة مرتبطًا بشكل أساسي بالآثار الجانبية المعروفة للكورتيكوستيرويدات القشرية. وتزداد المخاطر مع ارتفاع الجرعات أو طول مدة العلاج. يمكن أن تكون التأثيرات السامة واسعة النطاق، حيث تؤثر على أجهزة الجسم المختلفة، بما في ذلك الجهاز الصمّاء، والجهاز المناعي، والجهاز العضلي الهيكلي، والجهاز القلبي الوعائي.