تم تصنيع زيدوفودين (AZT) لأول مرة في عام 1964 كعقار محتمل لعلاج السرطان، لكنه فشل في هذا الدور. وفي عام 1987، تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) كأول علاج مضاد للفيروسات الارتجاعية لفيروس نقص المناعة البشرية (HIV/AIDS).
يُستخدم زيدوفودين لتقليل تطوّر فيروس نقص المناعة في الأفراد، سواء كانوا يعانون من أعراض شديدة، أعراض خفيفة، أو حتى بدون أعراض. كما يُستخدم أيضاً للمساعدة في منع انتقال فيروس نقص المناعة من النساء الحوامل إلى أطفالهن أثناء الحمل والولادة.
الأسماء التجارية
ريتروفير
آلية العمل
زيدوفودين (AZT) هو دواء مضاد للفيروسات الارتجاعية يُصنّف ضمن مثبطات إنزيم النسخ العكسي النوكليوزيدية (NRTI)، ويُستخدم في علاج فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
بعد أن يتم فسفرته داخل الخلية إلى شكله النشط (ثلاثي الفوسفات)، يُحاكي الزيدوفودين الثايميدين، وهو أحد النيوكليوزيدات الطبيعية في الحمض النووي (DNA).
خلال عملية تصنيع الحمض النووي الفيروسي بواسطة إنزيم النسخ العكسي، يُدمج الزيدوفودين في سلسلة الحمض النووي المتنامية. ولكن، وعلى عكس الثايميدين الطبيعي، يفتقر الزيدوفودين إلى مجموعة الهيدروكسيل (-OH) في الموقع 3'، وهي ضرورية لتكوين الرابطة الفوسفاتية التالية التي تُطيل سلسلة الحمض النووي.
وبالتالي، فإن دمج الزيدوفودين يؤدي إلى إنهاء السلسلة، مما يوقف تصنيع الحمض النووي الفيروسي ويثبط بذلك تكاثر فيروس HIV.
الحرائك الدوائية
الامتصاص
يُمتص زيدوفودين جيدًا بعد تناوله عن طريق الفم، لكن امتصاصه يمكن أن يختلف بشكل كبير بين الأفراد، ويتأثر بالغذاء وبعض الحالات الصحية. كما أن امتصاصه يتعرض لعملية التمثيل الغذائي الأولي (First-pass metabolism)، مما يقلل من توافره الحيوي الكلي.
التوزيع
يبلغ حجم التوزيع الظاهري لزيدوفودين حوالي 1.6 ± 0.6 لتر/كغ.
الاستقلاب (الأيض)
يتم استقلاب زيدوفودين بشكل رئيسي من خلال ثلاث مسارات: الاقتران بالغلوكورونيد (Glucuronidation)، الفسفرة (Phosphorylation)، والاختزال (Reduction).
يُعد الاقتران بالغلوكورونيد المسار الرئيسي للتخلص من الزيدوفودين، بينما تُعتبر الفسفرة ضرورية لتفعيل الدواء لكي يمارس تأثيره المضاد للفيروسات.
الإطراح (الإخراج)
يُطرَح حوالي 60–75٪ من الدواء في البول على شكل غلوكورونيد، بينما يُطرَح حوالي 14–20٪ منه على شكله الأصلي (زيدوفودين غير متغير).
الديناميكا الدوائية
يتمثل التأثير الديناميكي الأساسي لزيدوفودين في تثبيط إنزيم النسخ العكسي لفيروس HIV-1، وذلك من خلال محاكاة النيوكليوتيدات الطبيعية والمنافسة على الاندماج في سلسلة الحمض النووي الفيروسي.
وبمجرد اندماجه، يعمل زيدوفودين كـ مثبِّت لنهاية السلسلة، مما يمنع استمرار استطالة الحمض النووي ويؤدي إلى إيقاف تكاثر الفيروس
طريقة الإعطاء
يُعطى زيدوفودين عن طريق الفم أو الوريد كجزء من علاج مركّب، حيث لا يُنصح باستخدامه كعلاج منفرد (أحادي) بسبب خطر تطوّر مقاومة الدواء.
ومع ذلك، فإن الشكل القابل للحقن غير متوفر بسهولة.
الجرعة الفموية للبالغين هي 300 ملغ مرتين يوميًا.
الجرعات والتركيزات
تداخلات الأدوية
لزيدوفودين مجموعة من تداخلات الأدوية، وأبرزها مع أدوية مضادات الفيروسات الارتجاعية الأخرى مثل ستافودين (Stavudine) وريبافيرين (Ribavirin)، وكذلك مع الأدوية التي تسبب كبت نخاع العظم، مثل بعض علاجات السرطان والمضادات الحيوية.
تشمل التداخلات الأخرى أدوية مثل بروبينيسيد (Probenecid) وريفامبين (Rifampin) التي يمكن أن تؤثر على مستويات الزيدوفودين في الدم، بالإضافة إلى أدوية لها سمّيات متداخلة تزيد من خطر تلف العضلات أو الكبد.
ينصح دائمًا باستشارة الطبيب أو الصيدلي عن جميع الأدوية والمكملات التي تتناولها لإدارة هذه التداخلات المحتملة بأمان.
تداخلات الطعام
يمكن تناول زيدوفودين مع الطعام أو بدونه، ومع ذلك فإن تناوله مع وجبة يمكن أن يساعد في تقليل الغثيان، وهو أحد الأعراض الجانبية الشائعة.
على الرغم من أن تناول وجبة عالية الدهون قد يُبطئ الامتصاص قليلاً، إلا أنه لا يؤثر بشكل كبير على كمية الدواء الممتصة الكلية.
يجب تجنب تناول الكحول لأنه قد يُضعف الجهاز المناعي ويزيد من خطر النزيف.
ينصح دائمًا بإبلاغ الطبيب عن أي مكملات غذائية تتناولها، حيث إن الجرعات العالية من الفيتامينات أو المعادن قد تتداخل مع أدوية علاج فيروس نقص المناعة.
موانع الاستعمال
يُمنع استخدام الدواء لدى الأفراد الذين لديهم تاريخ من ردود فعل تحسسية شديدة ومهددة للحياة تجاه أي من مكونات التركيبة.
يُمنع استخدامه أيضًا في حديثي الولادة الذين يعانون من فرط بيليروبين الدم (اليرقان) ويتطلبون علاجًا غير العلاج الضوئي، أو إذا كانت مستويات أنزيمات الكبد (الترانسامينازات) في الدم تزيد عن 5 أضعاف المستويات الطبيعية.
الآثار الجانبية
الجرعة الزائدة
في حالات الجرعة الزائدة من زيدوفودين، يتمثل الخطر الأكبر في الحماض الأيضي مع ارتفاع مستويات اللاكتات، والذي قد يكون مهددًا للحياة.
الأعراض تشمل:
السميّة
يمكن أن تسبب سميّة الزيدوفودين آثارًا جانبية خطيرة وقد تكون مهددة للحياة، حيث تؤثر بشكل رئيسي على الدم والكبد والعضلات.
يتمثل الميكانيزم الرئيسي للسميّة في إلحاق الضرر بالميتوكوندريا، وهي أجزاء الخلايا المسؤولة عن إنتاج الطاقة.