يعمل الفينيليفرين بشكل رئيسي كمنشّط لمستقبلات الألفا-1 الأدرينالية، مع نشاط قليل أو معدوم على مستقبلات البيتا الأدرينالية، مما يجعله خيارًا مناسبًا لرفع متوسط ضغط الدم الشرياني من خلال تحفيز تضيق الأوعية الدموية في الأوردة والشرايين وزيادة التحميل المسبق للقلب، دون تأثير كبير على خلايا عضلة القلب. وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام الفينيليفرين هيدروكلوريد عبر الوريد لعلاج حالات انخفاض ضغط الدم الحاد الناتج عادة عن توسع الأوعية في حالات مثل الصدمة الإنتانية أو التخدير. يُعد انخفاض ضغط الدم أثناء التخدير العام أو التخدير النخاعي مشكلة شائعة تتطلب علاجًا سريعًا لتجنب فترات طويلة من ضعف تروية الأعضاء. وتتأثر تغييرات ضغط الدم أثناء الجراحة بعدة عوامل، منها الحالة الصحية للمريض، وجرعات أدوية التخدير، وحجم الدم، ومستوى التحفيز الجراحي، والاستخدام المتزامن لأدوية أخرى مؤثرة على ضغط الدم. وتتميز أدوية مثل الفينيليفرين بنصف عمر قصير وبداية تأثير واضحة واستجابة جرعية ثابتة، مما يجعلها خيارًا ممتازًا لعلاج انخفاض ضغط الدم عند المرضى.
آلية العمل
يُعد الفينيليفرين أميًنا سيمبثاويًا مباشرًا يعمل كمنبه لمستقبلات الألفا-1 الأدرينالية. يشبه التركيب الجزيئي للدواء الإبينفرين والإفيدرين، وله خصائص قوية في تضييق الأوعية الدموية عند إعطائه عن طريق الوريد أو مباشرة على الأغشية المخاطية. التأثير الكلي للفينيليفرين الوريدي على النتاج القلبي وتروية الأعضاء يعتمد على عوامل مختلفة مثل نوع الجرعة (جرعة واحدة أو تسريب)، حالة حجم الدم، معدل ضربات القلب الأساسي، نغمة الجهاز العصبي الذاتي، والأمراض القلبية الأساسية. تتسبب هذه الاختلافات في تضييق الأوعية الذي قد يؤدي إلى زيادة مؤقتة في التحميل المسبق، وتضيق الشرايين الذي يزيد من مقاومة الأوعية الدموية الجهازية والتحميل اللاحق، وانخفاض معدل ضربات القلب الانعكاسي. تؤثر هذه العوامل مجتمعة تأثيرًا مختلطًا على النتاج القلبي ويختلف ذلك باختلاف حالة المريض. يرتبط الفينيليفرين بمستقبلات الألفا-1 التي تغذي عضلة موسعة القزحية، مما يسبب انقباض العضلات الملساء وتوسيع حدقة العين عند استخدامه موضعيًا في العين. يساعد هذا التوسع في الفحوصات العينية، ويُحسن التعرض خلال بعض الإجراءات، ويسهل علاج العديد من الأمراض الطبية.
الحرائك الدوائية
الامتصاص: يختلف امتصاص الفينيليفرين حسب طريقة الإعطاء. الإعطاء العيني يؤدي إلى امتصاص سريع عبر الملتحمة والقرنية، حيث يبدأ مفعوله خلال دقائق. الإعطاء الوريدي يوفر توفرًا حيويًا كاملاً وسريعًا ينتج عنه انتشار جهازي سريع. الإعطاء الشرجي أبطأ من الأنفي والوريدي لكنه يتم عبر الامتصاص المخاطي، ويصل التركيز الأقصى عادةً خلال 30 إلى 60 دقيقة. الإعطاء الأنفي يسمح بامتصاص سريع عبر الأغشية المخاطية، ويصل إلى ذروة التركيز في البلازما خلال 15 إلى 30 دقيقة.
التوزيع: بسبب طبيعته الدهنية، يخترق الفينيليفرين الأنسجة الغنية بالأوعية الدموية بسرعة، مما يمكنه من التأثير مركزيًا ومحليًا. التركيبات العينية تحد من توزيعه إلى مكونات العين فقط، مما يسبب توسع الحدقة دون تأثيرات جهازية كبيرة. حجم التوزيع الثابت للفينيليفرين يبلغ حوالي 340 لتر، وهو أكبر من حجم الجسم الكلي، مما يشير إلى توزيع واسع.
الأيض: يتم أيض الفينيليفرين بشكل رئيسي عبر ارتباط الكبريتات في جدار الأمعاء، وكذلك من خلال إزالة الأمين المؤكسدة بواسطة إنزيمات مونوأمين أوكسيداز (MAO)-A و MAO-B. كما يتم أيضه جزئيًا عن طريق الجلوكورونيد.
الإخراج: يتم التخلص من الفينيليفرين بشكل رئيسي عن طريق الكلى، حيث يُطرح معظم الدواء دون تغيير في البول بغض النظر عن طريقة الإعطاء (أنفي، عيني، أو شرجي). ونظرًا لنصف عمره القصير الذي يتراوح بين 2.5 إلى 3 ساعات، يحتاج إلى جرعات متكررة خصوصًا عند الإعطاء الوريدي للحفاظ على الفعالية العلاجية.
الديناميكا الدوائية
الفينيليفرين هو منبه لمستقبلات الألفا-1 الأدرينالية يزيد ضغط الدم، يوسع حدقة العين، ويسبب تضيقًا محليًا للأوعية الدموية. تمتد فعالية مستحضرات الفينيليفرين العينية من 3 إلى 8 ساعات، أما المحاليل الوريدية فتمتلك نصف عمر فعالية حوالي 5 دقائق ونصف عمر إخراج 2.5 ساعة. يجب إعلام المرضى الذين يستخدمون الفينيليفرين العيني بخطر زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وارتجاع تضيق الحدقة. أما المرضى الذين يتلقون الفينيليفرين عن طريق الوريد فيجب تنبيههم لاحتمالية حدوث بطء ضربات القلب، تفاعلات تحسسية، تسرب الدواء خارج الأوعية الدموية مما قد يسبب نخر أو تقشر في الأنسجة، بالإضافة إلى تحذيرهم من استخدام أدوية محفزة للرحم بالتزامن.
الجرعة وطريقة الاستخدام
تتنوع طرق إعطاء الفينيليفرين بين الموضعي، الوريدي، الأنفي، العيني، والشرجي. يجب تجنب الإعطاء الفموي لأنه غير فعال.
يُستخدم الفينيليفرين أحيانًا كمساعد في تخدير الأعصاب المحيطية في الفراغ فوق الجافية، وأيضًا داخل الجسم الكهفي، وعضليًا، وتحت الجلد. الجرعة الوريدية المعتادة تتراوح بين 50 إلى 100 ميكروجرام كجرعات منفصلة. نظرًا لبداية تأثيره السريعة (1 إلى 3 دقائق) ومدة تأثيره القصيرة (5 إلى 20 دقيقة)، غالبًا ما يحتاج إلى إعطاء متكرر.
تتوفر محاليل الفينيليفرين العينية بتركيزات مختلفة مثل 1%، 2.5%، و10%، ويمكن تعديلها حسب الحاجة. يستخدم تركيز 1% غالبًا مع 0.2% سيكلوبنتولات لتوسيع الحدقة والفحص في الأطفال حديثي الولادة أقل من 3 أشهر. تركيز 2.5% هو الأنسب للفحوصات لدى الأطفال الأكبر من 3 أشهر والبالغين، وكذلك لتشخيص التهاب الغشاء الصلبة العيني. تركيز 10% أقل شيوعًا بسبب مخاوف من الامتصاص الجهازي لكنه يُستخدم للفحوصات الموسعة خلال العمليات الجراحية.
موانع الاستعمال
لا توجد موانع استعمال محددة للفينيليفرين سوى وجود حساسية للدواء أو مكوناته. يحتوي الفينيليفرين الوريدي على ميتابيسلفيت الصوديوم الذي قد يسبب ردود فعل تحسسية مثل الصدمة التحسسية أو نوبات الربو لدى الأشخاص الحساسين، وإن كان انتشار هذه الحساسية غير معروف ولكنه نادر.
تفاعلات الدواء
تزيد الأدوية التالية من تأثير الفينيليفرين الرافعة لضغط الدم:
بريدنيزون: يعمل على زيادة حساسية الأوعية للكاثيكولامينات مثل الفينيليفرين مما يعزز تأثيرها التضييقي.
أميتريبتيلين: مضاد اكتئاب ثلاثي الحلقات يقلل من إعادة امتصاص النورإبينفرين، مما يطيل أثره ويزيد تأثير الفينيليفرين.
مضادات مستقبلات الألفا-1: تعيق تأثير الفينيليفرين بتثبيط مستقبلات الألفا-1 بشكل مباشر.
الأعراض الجانبية
تشمل الأعراض الجانبية الشائعة للفينيليفرين:
الدوار
التوتر العصبي
ألم الصدر
رؤية مشوشة
التعرق
الغثيان أو القيء
التعب
عدم انتظام ضربات القلب
السمية
لا يوجد حتى الآن مضاد معروف للفينيليفرين الوريدي. فرط ضغط الدم الناتج عن الجرعة الزائدة أو رد الفعل المبالغ فيه عادة ما يكون مؤقتًا بسبب قصر مدة تأثير الدواء. في حالة ارتفاع ضغط الدم أو بطء القلب الانعكاسي الأعراضي، يجب إيقاف إعطاء الفينيليفرين واستخدام أدوية تزيد معدل ضربات القلب أو موسعات الأوعية حسب الحاجة. علاج تسرب الدواء إلى الأنسجة عند الإعطاء الموضعي يشمل الدعم الأساسي مثل شفط السوائل، التدفئة، ورفع المنطقة المصابة.