الكولشيسين
الكولشيسين هو قلواني طبيعي يُستخلص من نبات الزعفران الخريفي (Colchicum autumnale). ويُستخدم عادةً دواءً مضادًا للالتهابات، ولا سيما في علاج ومنع نوبات النقرس وكذلك الحمى العائلية المتوسطية. يعمل الدواء عن طريق تثبيط تكوين الأنابيب الدقيقة (microtubules)، مما يقلل من حركة خلايا الدم البيضاء نحو مناطق الالتهاب.
وعلى الرغم من فعاليته، يتميز الكولشيسين بهامش علاجي ضيق، مما يعني أن جرعاته يجب أن تُضبط بعناية لتجنب السمية. لقد منحته تاريخه الطويل ونشاطه البيولوجي القوي مكانة مهمة في كلٍ من الطب الحديث والطب التقليدي.
الأسماء التجارية
يُسوَّق الكولشيسين تحت أسماء تجارية متعددة حول العالم تختلف حسب الدولة والشركة المصنِّعة. ومن أكثر الأسماء شيوعًا في الولايات المتحدة ودول أخرى:
الأسماء التجارية في الولايات المتحدة:
• كولكريس
• ميتيجاري
• جلوبيربا
• لودوكو
أسماء تجارية دولية أخرى:
• كولشيسيندون
• كولشيكوم ديسبيرت
• كولشيجو
آلية العمل
يعمل الكولشيسين بشكل أساسي من خلال تعطيل العملية الالتهابية عبر الارتباط ببروتين tubulin ومنع بلمرته، مما يثبط تكوين الأنابيب الدقيقة (microtubules). يؤدي هذا الخلل إلى تعطيل نشاط خلايا الدم البيضاء، وخصوصًا العدلات، من خلال تثبيط حركتها وتنشيطها وإفراز محتوياتها.
كما يثبط الكولشيسين مسار الإنفلاماسوم (inflammasome) ويقلل من إطلاق السيتوكينات الالتهابية. ومن خلال هذه الآليات، يقلل بفاعلية الالتهاب المرتبط بحالات مثل النقرس و الحمى العائلية المتوسطية (FMF).
الحركية الدوائية
الامتصاص
يُمتص الكولشيسين بسرعة بعد تناوله فمويًا، ويحدث الامتصاص بشكل رئيسي في الصائم واللفائفي من الأمعاء الدقيقة. يصل الدواء إلى أعلى تركيز في البلازما خلال 0.5 إلى 3 ساعات من تناوله.
التوزيع
الكولشيسين قلواني ذو ذوبانية دهنية عالية، ويمتاز بتوزّعه السريع والواسع في أنسجة وأعضاء الجسم. يكون تركيزه داخل خلايا الدم البيضاء أعلى بكثير من تركيزه في البلازما.
الأيض
يُستقلَب الدواء بشكل رئيسي في الكبد والجهاز الهضمي عبر إنزيم CYP3A4 وناقل الإخراج P-glycoprotein (P-gp).
الإطراح
يُطرَح الكولشيسين بشكل أساسي عبر الكبد إلى الصفراء، بينما يتم إخراج كمية صغيرة عبر الكلى. كما يدخل في دورة إعادة الدوران المعوي الكبدي (enterohepatic circulation)
الديناميكا الدوائية
تعتمد ديناميكية الكولشيسين الدوائية على قدرته على الارتباط ببروتين tubulin، مما يعيق تكون ووظيفة الأنابيب الدقيقة. يؤدي هذا الاضطراب إلى تأثيرات قوية مضادة للالتهاب، خصوصًا داخل خلايا الدم البيضاء، وهو أساس فعاليته في علاج النقرس والحمى العائلية المتوسطية (FMF).
طريقة الاستخدام
يُعطى الكولشيسين غالبًا عن طريق الفم على شكل أقراص أو كبسولات.
يجب الالتزام بالتعليمات بدقة نظرًا لـ الهامش العلاجي الضيق، كما قد تحتاج حالات القصور الكبدي أو الكلوي إلى تعديل الجرعة.
الجرعات والتركيزات
يتوافر الكولشيسين على شكل أقراص أو كبسولات بتركيز:
نوبات النقرس الحادة:
الوقاية من النقرس أو علاج FMF:
تُعدّل الجرعات عند مرضى الكلى أو الكبد لتقليل خطر السمية، ويجب الالتزام بإشراف طبي.
التفاعلات الدوائية
للكولشيسين تفاعلات دوائية عديدة وأساسية لأنه:
الأدوية التي تثبط هذه المسارات قد ترفع مستويات الكولشيسين إلى حدّ خطير، مما يزيد خطر:
• تلف العضلات (myopathy / rhabdomyolysis)
• اضطرابات دموية
• فشل أعضاء
تداخلات الغذاء
موانع الاستعمال
يُمنع استخدام الكولشيسين عند:
الآثار الجانبية
• الإسهال (الأكثر شيوعًا)
• الغثيان
• القيء
• ألم أو مغص في البطن
• صداع
• تعب أو ضعف عام
الجرعة الزائدة
تُعد الجرعة الزائدة من الكولشيسين حالة طارئة ومهددة للحياة.
الأعراض قد تشمل:
قد يتطور التسمم بسرعة إلى فشل نخاع العظم و فشل أعضاء متعددة وقد يؤدي إلى الوفاة.
لا يوجد ترياق محدد؛ يركز العلاج على الدعم الطبي والإنعاش المبكر.
السمّية
تُعد سمية الكولشيسين خطيرة جدًا بسبب الهامش العلاجي الضيق وغياب ترياق مضاد.
تحدث السمية نتيجة تعطيل الأنابيب الدقيقة، مما يؤثر في انقسام الخلايا ووظيفتها، ويتسبب بأضرار واسعة في أعضاء متعددة.