وُضع كلورهيكسيدين في الأربعينيات من القرن الماضي بواسطة شركة Imperial Chemical Industries في المملكة المتحدة أثناء بحوثٍ هدفت لاكتشاف أدوية مضادة للملاريا. بدأ تسويقه أولاً عام 1954 كمطهِّر عام لتعقيم الجلد، وتمّ إدخاله رسمياً للاستخدام البشري في بريطانيا عام 1957. في سبعينيات القرن الماضي دخل السوق الأميركي، وسرعان ما وُجد له تطبيقاتٌ أوسع تشمل غسولات الفم، والصابون المُطَهِّر، ليُصبح في نهاية المطاف عاملًا رئيسيًا في مكافحة الأمراض والوقاية من العدوى.
كلورهيكسيدين هو عامل مضاد ميكروبي واسع الطيف يُستخدم على نطاق واسع كمطهِّر ومعقّم في منتجات مثل غسولات الفم، فُرَش ما قبل الجراحة، ومُطهّرات الجروح. يعمل عن طريق تعطيل أغشية الخلايا للبكتيريا، والخمائر، والعفن، مما يؤدي إلى تحلل الخلية وموتها. وتُجعله هذه الآلية عالياً الفعالية في معالجة حالات صحة الفم مثل التهاب اللثة، وله قيمة كبيرة في مؤسسات الرعاية الصحية لتعقيم الجلد ورعاية مواقع القسطرات.

أسماء العلامات التجارية
يُباع كلورهيكسيدين تحت عدة أسماء تجارية، تشمل من بينها “Corsodyl” و “Savlon” و “Hibiclens” و “Peridex” و “PerioGard”. الاسم التجاري المحدَّد يعتمد عادةً على شكل المنتج وتطبيقه، مثل غسول الفم أو مطهِّر الجلد، والمنطقة التي يُوزَّع فيها.
أمثلة:
• للاستخدام الفموي: Corsodyl، Peridex، PerioGard 
• للاستخدام الموضعي على الجلد: Hibiclens، Betasept، ChloraPrep One‑Step  
• تركيبات أخرى: Savlon، Dermol، Covonia، Germolene تحتوي أيضاً على كلورهيكسيدين.

آلية العمل
ينشأ النشاط المضادّ للميكروبات لدى كلورهيكسيدين من قدرته على تعطيل أغشية الخلايا الميكروبية. تَتفاعل جزيئة كلورهيكسيدين ذات الشحنة الموجبة مع المجموعات الفوسفاتية ذات الشحنة السالبة على سطح الخلية الميكروبية، مما يُضعف سلامة الغشاء الخلوي ويسمح بتسرّب محتويات الخلية الداخليةكما تتيح هذه التفاعلات لكلورهيكسيدين أن تخترق الخلية، مما يؤدي إلى ترسب المواد السيتوبلازمية وموت الخلية في النهاية
تعتمد آلية العمل على التركيز؛ ففي التركيزات المنخِفِضة يكون كلورهيكسيدين مؤثّراً مُبطّئاً لنمو البكتيريا (bacteriostatic)، إذ يتسبب بتسرب مواد مثل البوتاسيوم والفوسفور
وفي التركيزات الأعلى يتحول إلى تأثير قاتل للبكتيريا (bactericidal)، حيث يحدث ترسيب في السيتوبلازم ويؤدي ذلك إلى تحطيم الخلية

الحركية الدوائية 

الامتصاص
يُظهر الكلورهيكسيدين الموضعي امتصاصًا جهازيًا محدودًا، في حين أن الأشكال الفموية تُمتص بشكل ضعيف جدًا من الجهاز الهضمي. بعد تناول جرعة فموية قدرها 300 ملغ، بلغ أقصى تركيز في البلازما (Cmax) 0.206 ميكروغرام/غرام تقريبًا بعد 30 دقيقة (Tmax). في المرضى الذين تم إعطاؤهم أربعة رقائق PerioChips، لم يُكتشف الكلورهيكسيدين في كلٍ من البلازما والبول.

التوزيع
الكلورهكسيدين متوفر عالميًا بعدة أشكال مثل المحاليل، الجل، البخاخات، والرقائق، ويُستخدم على نطاق واسع للأغراض الطبية والشخصية، بما في ذلك التعقيم الجلدي، صحة الفم، وإدارة الجروح.

الأيض
نظرًا لأن الكلورهيكسيدين يُمتص بشكل قليل جدًا من الجهاز الهضمي، فمن غير المرجح أن يخضع لتحويل أيضي كبير.

الإخراج
يُطرح الكلورهيكسيدين بشكل رئيسي عبر البراز، حيث يُفرز حوالي 90% من الجرعة المتناولة عبر هذا الطريق. ويُطرح أقل من 1% عبر البول بسبب امتصاصه الضعيف في الجهاز الهضمي.

الحركية الدوائية 

الكلورهكسيدين هو مضاد ميكروبي واسع الطيف فعال ضد البكتيريا موجبة وسالبة الغرام، والفطريات، والفيروسات. يعتمد تأثيره المضاد للميكروبات على التركيز: فهو يثبط نمو البكتيريا عند التركيزات المنخفضة (0.02%-0.06%) ويقتل البكتيريا عند التركيزات العالية (>0.12%).

أظهرت الدراسات على الغسولات الفموية أن حوالي 30% من الكلورهيكسيدين يبقى في الفم بعد الغرغرة ويتم إطلاقه تدريجيًا في سوائل الفم. وترجع هذه القدرة على الارتباط بالدمى (Dentine) — وهي خاصية تُعرف باسم "الثباتية" (Substantivity) وتُلاحظ أيضًا مع بعض المضادات الحيوية مثل التتراسايكلينات كالدكسيسيكلين — إلى الشحنة الموجبة للكلورهكسيدين، ومن المحتمل أن تسهم في فعاليته المضادة للميكروبات من خلال منع استعمار الميكروبات على أسطح الفم.

طريقة الاستعمال 

يمكن أن تختلف طريقة استخدام الكلورهيكسيدين بشكل كبير حسب تركيبته والمنطقة المراد علاجها، مثل الاستخدام الفموي للأسنان أو التطبيق الموضعي على الجلد. من المهم اتباع التعليمات المقدمة من قبل الطبيب أو طبيب الأسنان أو الصيدلي.

الجرعة والقوة الدوائية 

بينما هناك بعض الأدوية التي يجب ألا تُؤخذ معًا أبدًا، توجد حالات يمكن فيها استخدام دوائين مختلفين في الوقت نفسه حتى لو كان هناك احتمال لحدوث تفاعل دوائي. في مثل هذه الحالات، قد يقوم الطبيب بضبط الجرعة أو اتخاذ احتياطات أخرى. من الضروري دائمًا إبلاغ مقدم الرعاية الصحية عن أي أدوية موصوفة أو أدوية تُصرف دون وصفة طبية (OTC) تتناولها حاليًا.

التفاعلات الدوائية وجرعات الدواء 

يتوفر الكلورهيكسيدين بعدة تركيبات، وتختلف الجرعة والقوة الدوائية حسب الاستخدام المقصود. بالنسبة للغسولات الفموية، يتوفر عادة بتركيز 0.12% أو 0.2%، ويُستخدم عادة بمقدار 10–15 ملغ للغرغرة في الفم لمدة 30 ثانية مرتين يوميًا.

أما بالنسبة للتطبيقات الموضعية على الجلد، فتتراوح تركيزات محلول أو غسول الكلورهيكسيدين عادة بين 2% و4% ويتم وضعها مباشرة على الجلد، غالبًا قبل العمليات الجراحية أو للعناية بالجروح، مع الحرص على تجنب العينين، الأذنين، أو الأغشية المخاطية. عادةً ما تُستخدم محاليل 4% في غسل اليدين أو الجلد قبل العمليات الجراحية لمدة 2–5 دقائق لتعقيم اليدين أو الجلد.

قد تختلف الجرعة حسب العمر، الحالة الصحية، والتركيبة المستخدمة، لذا من الضروري اتباع التعليمات المقدمة من قبل مقدم الرعاية الصحية أو المدرجة على عبوة المنتج.

التفاعلات مع الطعام 

تتعلق التفاعلات الرئيسية للكلورهكسيدين مع الطعام بتأثيراته على الأسنان والطعم، وليس بالتفاعلات الأيضية مع الطعام. نظرًا لأن غسول الفم بالكلورهكسيدين لا يُبتلع، فهو لا يؤثر على الجهاز الهضمي أو يتفاعل مع الطعام كما تفعل الأدوية الفموية.

توقيت الأكل والشرب: لضمان أقصى فعالية للغسول، يُنصح بتجنب الأكل أو الشرب أو شطف الفم بالماء لمدة 30 إلى 60 دقيقة على الأقل بعد استخدام الغسول. بالإضافة إلى ذلك، لتجنب تغيّر الطعم أثناء الوجبات، من الأفضل استخدام الغسول بعد الانتهاء من الأكل.

موانع الاستعمال 

أهم مانع لاستعمال الكلورهيكسيدين هو وجود حساسية معروفة أو تحسس تجاه المادة، حيث يمكن أن تكون التفاعلات شديدة وحتى مهددة للحياة، بما في ذلك الصدمة التحسسية (Anaphylaxis).

تختلف الموانع والاحتياطات الأخرى حسب المنتج المحدد والاستخدام المقصود، مثل العناية الفموية أو التطبيق الموضعي على الجلد. وتشمل الموانع العامة:

  • وجود تاريخ سابق من التفاعلات التحسسية تجاه الكلورهيكسيدين أو أي من مكوناته، ويستلزم ذلك تجنبه تمامًا.
  • وجود جروح جلدية شديدة أو واسعة، حيث أن بعض التركيبات الموضعية لا تصلح للجروح العميقة أو المفتوحة بسبب خطر زيادة الامتصاص الجهازي.

الآثار الجانبية 

الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا:

  • تغير في الطعم
  • زيادة تكون الجير (الترسبات) على الأسنان
  • تصبغ الأسنان، الفم، الحشوات السنية، أطقم الأسنان، أو أي أجهزة فموية أخرى

الآثار الجانبية الأقل شيوعًا أو النادرة:

  • تهيج الفم
  • تورم الغدد على جانبي الوجه أو الرقبة
  • تهيج طرف اللسان

الجرعة الزائدة 

تعد الجرعة الزائدة من الكلورهيكسيدين نادرة، حيث يُستخدم أساسًا موضعيًا أو كغسول فموي وليس مقصودًا للبلع. يمكن أن يؤدي الابتلاع العرضي أو الاستخدام المفرط إلى ظهور أعراض مثل:

  • الغثيان أو القيء
  • تهيج الفم أو الحلق أو الجهاز الهضمي
  • ألم في البطن
  • الإسهال

السُمية 

يتمتع الكلورهيكسيدين بسُمية جهازية منخفضة عند استخدامه موضعيًا أو كغسول فموي، ولكنه قد يكون سامًا بشدة إذا تم ابتلاعه بتركيزات عالية، أو إدخاله في قناة الأذن، أو حقنه وريدياً. وتعتمد مخاطر السُمية بشكل كبير على التركيز، وطريقة التعرض، والحساسية الفردية.