وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على نادولول، وهو من حاصرات البيتا غير الانتقائية ويعمل كناهض عكسي، لعلاج ارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية. هذان الاضطرابان يشكلان خطورة كبيرة على الصحة القلبية، حيث يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بأمراض القلب التاجية، وفشل القلب، والسكتات الدماغية. ويُساهم نادولول بدور فعّال في تحسين نتائج العلاج وتقليل تطور أمراض القلب والأوعية الدموية.

إلى جانب استخداماته المعتمدة رسميًا، يُستخدم نادولول في العديد من الحالات الطبية الأخرى خارج النشرة (Off-label)، مثل علاج الرجفان الأذيني، واضطرابات نظم القلب البطيني المرتبطة بمتلازمة كيو تي الطويلة، والنبضات البطينية المبكرة، وتسرع القلب البطيني المتعدد الأشكال الناتج عن الكاتيكولامينات، وتسرع القلب فوق البطيني. كما يُستخدم للوقاية من النزيف الناتج عن دوالي المريء لدى مرضى تليف الكبد، وإدارة حالات فرط نشاط الغدة الدرقية (التسمم الدرقي)، بالإضافة إلى الوقاية من نوبات الصداع النصفي والصداع الوعائي. تعد هذه الاستخدامات المتعددة دليلاً على فعالية نادولول في التعامل مع مجموعة واسعة من الحالات القلبية والوعائية المعقدة. 

الأسماء التجارية:

  • Corgard: يحتوي على نادولول، ويُستخدم غالبًا لعلاج ارتفاع ضغط الدم والمساعدة في حالات ألم الصدر (الذبحة الصدرية). وهو متوفر على شكل أقراص فموية بتركيزات 20 ملغم، 40 ملغم، و80 ملغم.


آلية العمل:
نادولول هو مستقبل بيتا (β) غير انتقائي ويعمل أيضاً كناهض عكسي. يُثبط نادولول تأثير الكاتيكولامينات (الكهرمونات المنشطة مثل الأدرينالين) على مستقبلات β‑1 في القلب وعضلات الأوعية الدموية الملساء دون أن يكون له خصائص متماثلة مع المنبهات العصبية أو خصائص تثبيت الغشاء.

  • ينتج عن ذلك تأثيرات سالبة على قوة الانقباض (inotropic) ومعدل النبض (chronotropic).

  • يقلّل من مقاومة الأوعية الدموية المحيطية ويخفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي سواء في الراحة أو أثناء الجهد.

  • تأثيره المضاد لاضطرابات النظم القلبي يمنع التوصيل عبر العقدة الأذينية البطينية (AV node) ويكبت الأوتوماتيكية (التوليد الذاتي للنبض) مما يقلل معدل القلب والناقلية القلبية.

  • تثبيط مستقبلات β‑2 في الجهاز الجلداء المحيط بالأوعية والدور الكلوية يُقلل من إنتاج الرنين (renin)، ويخفض الأنجيوتنسينوجين (angiotensinogen)، ويقلل من التضيّق الوعائي، والاحتباس المائي الناتج عن الألدوستيرون.


الحرائك الدوائية (Pharmacokinetics):

  • الامتصاص: يُمتص حوالي 30٪ من الجرعة الفموية من نادولول. أظهرت الدراسات أن وقت الوصول إلى أقصى تركيز في البلازما (Tₘₐₓ) حوالي 2.7 ساعة بعد جرعة فموية 60 ملغم، والتركيز الأقصى (Cₘₐₓ) يكون حوالي 69±15 ميكروغرام/مل، بينما بعد جرعة 120 ملغم يصبح تقريبًا 132±27 ميكروغرام/مل.

  • التوزيع: حجم التوزيع لنادولول يتراوح بين 147 إلى 157 لتر. حوالي 30٪ من الدواء يرتبط ببروتين الغلوبيولين الحمضي α‑1 في البلازما.

  • التمثيل الغذائي: بعد المرور الأول السريع عبر الكبد، يُستقلب نادولول بكميات قليلة في الكبد؛ ليس له تأثير كبير على نظام إنزيمات CYP450، ومن غير المرجّح أن يُحدث ضررًا كبديًا ملحوظًا. المسار الدقيق للأيض غير معروف بشكل كامل.

  • الإخراج: بعد إعطاء وريدي، يُزال حوالي 60٪ من نادولول في البول و15٪ في البراز خلال 72 ساعة. نصف العمر (الـ half‑life) يتراوح بين 20 إلى 24 ساعة. الميزة في مدة الفعل الطويلة تُمكِّن من استخدام مرة يوميًا، وهو يكون فعّالًا مثل البروبرانولول الذي يحتاج لجرعات متعددة يوميًا. وبخلاف بعض حاصرات بيتا الأخرى، يُطرح نادولول بشكل رئيسي عبر الكلى.


الحرائك الدوائية الفعلية (Pharmacodynamics):

كونه مُثبّطاً غير انتقائي لمستقبلات β‑1 و β‑2، نادولول:

  • يثبّط مستقبلات β‑1 في القلب، مما يقلل من تأثير الكاتيكولامينات على زيادة معدل القلب وقوة الانقباض، وبالتالي خفض ضغط الدم.

  • يثبّط مستقبلات β‑2 في العضلات الملساء القصبية، مما قد يسبب تضيقًا في الممرات الهوائية (مهم لمن لديهم أمراض تنفسية).

  • تثبيط مستقبلات β‑1 في الكليتين يقلل من إفراز الرنين (renin)، مما يثبّط نظام الرينين‑أنجيوتنسين ويُقلل من احتباس الماء والنخفض الوعائي.


الجرعة وطريقة الاستعمال:

  • يُعطى فمويًا كأقراص بتركيزات 20 ملغم، 40 ملغم، و80 ملغم.

  • في حالات الذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم: يُبدأ غالبًا بـ 40 ملغم مرة يوميًا، ثم تُزاد تدريجيًا بزيادات تصل إلى 80 ملغم لتحقيق الفعالية المطلوبة حسب استجابة المريض.

  • في الوقاية من النزيف من دوالي المريء لدى مرضى تليف الكبد: يُوصى ببدء جرعة 40 ملغم/يوم، ويمكن رفعها إلى 80 ملغم/يوم إذا كان هناك استسقاء، أو حتى 160 ملغم/يوم في الحالات التي لا يوجد فيها استسقاء، مع زيادة تدريجية كل 2‑3 أيام، مع مراقبة معدل ضربات القلب أن يكون بين 55‑60 نبضة/دقيقة، وخفض الجرعة أو إيقافها إذا انخفض ضغط الدم عن 90 مم زئبق.

  • في فرط نشاط الغدة الدرقية: الجمعية الأمريكية للغدة الدرقية (ATA) توصي بجرعة فموية تتراوح بين 40 إلى 160 ملغم حسب الحالة.


موانع الاستعمال:

‑ لا يُنصح باستخدامه في حالات الربو القصبي، بطء القلب الجيبي (sinus bradycardia)، وجود انسداد في التوصيل القلبي (أكثر من الدرجة الأولى)، الصدمة القلبية، أو فشل القلب الظاهر بشكل حاد.


الآثار الجانبية الشائعة:

قد تتضمن:

  • الإغماء

  • ألم في الصدر

  • صعوبة في التنفس

  • نبض غير معتاد أو بطيء

  • زيادة في الوزن غير طبيعية

  • تورم في اليدين أو القدمين أو الكاحلين أو الساق السفلى


السمية:

أغلب حالات التسمم بالنادولول تكون بسبب تناول عمدي للدواء بجرعة زائدة. معظم الحالات تكون بسيطة، ويمكن مراقبة المريض في قسم الطوارئ لبضع ساعات ثم الخروج إذا لم تظهر أعراض خطيرة.
‑ إذا استمرت الأعراض المتوسطة إلى الشديدة، يمكن استخدام الفحم النشط للتنظيف المبكر، وغسيل المعدة إذا كانت الجرعة كبيرة متوقعة.
‑ بعد استقرار مجرى التنفس والتنفس والدورة الدموية، قد تُستخدم الكلى أو عمليات تعزيز الإخراج مثل الغسيل الدموي (hemodialysis) نظراً لحجم التوزيع المحدود لنادولول ونصف عمره الطويل.

الصورة
Nadolol