يُعد كروموجليكات الصوديوم من مثبّطات الخلايا البدينة (Mast Cell Stabilizers)، ويُستخدم للوقاية من التفاعلات التحسسية وأعراض الربو التحسسي، من خلال تثبيط إطلاق الهيستامين والوسائط الالتهابية الأخرى من الخلايا البدينة.
يُوصف الدواء عادة لعلاج التهاب الأنف التحسسي، والتهاب الملتحمة التحسسي، وكذلك في حالات الربو الخفيف أو الربو الناتج عن المجهود، إلا أنه غير فعّال في معالجة نوبات الربو الحادة.
تم تطويره في ستينيات القرن الماضي من مركّبات مشتقة من نبات الخلّين (Khellin)، وتم تسويقه لأول مرة عام 1968، حيث وفّر خيارًا غير ستيرويدي لإدارة الحالات التحسسية المزمنة، مما ساهم في تقليل الحاجة إلى استخدام الكورتيكوستيرويدات.
الأسماء التجارية
يُسوَّق كروموجليكات الصوديوم تحت العديد من الأسماء التجارية حسب المنتج والمنطقة، بما في ذلك:
ريناكروم
وتشمل هذه المنتجات قطرات العين، بخاخات الأنف، أجهزة الاستنشاق للحالات التحسسية والربو، بالإضافة إلى أقراص فموية لبعض الحالات مثل تعدد الخلايا البدينة (Mastocytosis).
آلية العمل
يُعد كروموجليكات الصوديوم مثبّطًا للخلايا البدينة، حيث يمنع إفراز الوسائط الالتهابية مثل الهيستامين من هذه الخلايا.
يُعتقد أن آلية عمله تتضمن تثبيط دخول أيونات الكالسيوم إلى الخلايا البدينة، مما يمنع تفريغ الحبيبات (Degranulation) وإطلاق المواد التي تُحفّز التفاعلات التحسسية وأعراض الربو.
بالإضافة إلى ذلك، قد يعمل الدواء على منع الإشارات العصبية ويؤثر على خلايا ومسارات التهابية أخرى.
الحرائك الدوائية
الامتصاص
يُمتص كروموجليكات الصوديوم بشكل ضعيف من الجهاز الهضمي والعين، حيث تصل نسبة أقل من 1٪ من الجرعة الفموية إلى الدورة الدموية الجهازية.
على العكس، يُمتص بشكل جيد عند استنشاقه أو إعطائه عبر الأنف، مما يسمح بتوصيل سريع إلى الرئتين أو ممرات الأنف.
بمجرد دخوله الدورة الدموية، لا يتم استقلابه ويُطرح بسرعة بالحالة الكيميائية نفسها في البول والصفراء.
التوزع
يبلغ الحجم الظاهري للتوزع لكروموجليكات الصوديوم لدى البشر تقريبًا 0.2 لتر/كغ.
الأيض
كروموجليكات الصوديوم لا يخضع للأيض في الجسم. بعد امتصاصه، يبقى غير متغير كيميائيًا ويُطرح في نهاية المطاف بالحالة نفسها عبر البول والصفراء، مما يسهم في تنبؤ خصائصه الحرائية الدوائية.
الإفراز
يُطرح كروموجليكات الصوديوم بشكل رئيسي غير متغير في البراز والبول، مع بقاء جزء كبير من الجرعة الفموية غير ممتص.
بعد الاستنشاق، يكون الامتصاص في الرئتين أعلى بكثير، ويتم طرح الدواء بسرعة عبر البول والصفراء.
الديناميكا الدوائية
يعمل كروموجليكات الصوديوم على تثبيت الخلايا البدينة، مما يمنع إفراز الوسائط الالتهابية مثل الهيستامين والليوكوترايينات، ويُثبط تفريغ الحبيبات من الخلايا البدينة التي تُحفّز التفاعلات التحسسية.
كما يمتلك الدواء تأثيرات مضادة للالتهاب على خلايا أخرى مثل البلعميات الكبيرة (Macrophages) والخلايا الحمضية (Eosinophils)، ويمكنه أيضًا منع الإشارات العصبية، مما يساعد على تقليل أعراض مثل الحكة، تضيق الشعب الهوائية (Bronchoconstriction)، وغيرها من مظاهر التحسس.
طرق الإعطاء
يمكن إعطاء كروموجليكات الصوديوم بعدة طرق حسب الحالة:
الجرعات وقوة الدواء
يتوفر كروموجليكات الصوديوم بعدة أشكال وجرعات تختلف حسب طريقة الإعطاء:
التفاعلات الدوائية
يتميز كروموجليكات الصوديوم بقلة التفاعلات الدوائية المهمة بسبب امتصاصه الجهازي الضئيل.
يُنصح بالحذر عند استخدام عدة أدوية مستنشقة أو أنفية أو عينية في نفس الوقت، حيث قد تؤثر على الامتصاص المحلي أو الفعالية الدوائية.
عند الجمع مع محفزات بيتا (Beta-agonists)، الكورتيكوستيرويدات، أو قطرات عينية أخرى، يجب الالتزام بـ التوقيت الصحيح وتقنيات الإعطاء المناسبة لضمان أفضل تأثير علاجي.
التفاعلات مع الطعام
يمتاز كروموجليكات الصوديوم بقلة التفاعلات مع الطعام لأنه يمتص فمويًا بشكل ضعيف.
ومع ذلك، يُنصح للكبسولات الفموية بأخذ الدواء قبل الوجبات بـ 15–30 دقيقة لتعظيم الامتصاص والفعالية.
أما الأشكال الأخرى مثل قطرات العين، البخاخات الأنفية، أو محاليل الاستنشاق، فلا تتأثر بتناول الطعام.
موانع الاستعمال
يُمنع استخدام كروموجليكات الصوديوم لدى المرضى الذين لديهم تحسس معروف للدواء أو لأي من مكوناته المساعدة، حيث قد تحدث تفاعلات تحسسية مثل الطفح الجلدي، الشرى (Urticaria)، أو صدمة تأقية (Anaphylaxis).
لا توجد موانع استخدام مطلقة أخرى، لكن يُنصح بالحذر لدى المرضى ذوي قصور كلوي أو كبدي شديد بسبب قلة البيانات المتعلقة بالسلامة.
يجب استخدام الدواء بحذر أيضًا في الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة في استخدام أجهزة الاستنشاق، البخاخات الأنفية، أو قطرات العين بشكل صحيح، لأن الإعطاء غير السليم قد يقلل من الفعالية العلاجية.
على الرغم من أن كروموجليكات الصوديوم يُعتبر آمنًا عمومًا أثناء الحمل والرضاعة، يجب استخدامه فقط عند وجود دلالة واضحة وتحت إشراف طبي.
الآثار الجانبية
شائعة (عادة خفيفة ومؤقتة):
غير شائعة:
نادرة:
الجرعة الزائدة
قد تشمل أعراض الجرعة الزائدة من كروموجليكات الصوديوم ما يلي:
السمية
يتميز كروموجليكات الصوديوم بملف سمية منخفض جدًا ويُعتبر آمنًا للغاية للاستخدام قصير وطويل الأمد.
نظرًا لأنه يمتص قليلًا جدًا من الجهاز الهضمي ولديه امتصاص جهازي محدود عند استخدامه عن طريق الاستنشاق، الأنف، أو العينين، فإن الآثار السمية نادرة.
في حالات الجرعة الزائدة العرضية، تكون الأعراض عادة خفيفة وقد تشمل الغثيان، الصداع، أو انزعاجًا في الجهاز الهضمي.
السمية الخطيرة أو المهددة للحياة نادراً جدًا.
لا يوجد مضاد محدد لجرعة زائدة من كروموجليكات الصوديوم، ويكون الإدارة علاجية داعمة للأعراض.
لم يُسجّل أن يؤدي الاستخدام طويل الأمد إلى تراكم السموم أو تلف الأعضاء، مما يجعله دواءً محبذًا وآمنًا مع هامش أمان واسع.