تريامسينولون أسيتونيد، وهو شكل معدل من التريامسينولون، تمت الموافقة عليه لأول مرة عام 1957، وتم تطويره لتعزيز التأثيرات المضادة للالتهاب وتقليل الآثار الجانبية. في عام 2021، أصبح أول دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للحقن فوق المشيمية لعلاج وذمة البقعة الصفراء. يُعد تريامسينولون أسيتونيد كورتيكوستيرويدًا صناعيًا فلورينيًا ينتمي إلى مجموعة الجلوكوكورتيكويدات. يُعرف كيميائيًا باسم 9α-فلورو-16α-هيدروكسي بريدنيزولون 16α,17α-أسيتونيد، ويتميز ببنية جزيئية فريدة صُممت لتعزيز الفعالية العلاجية مع تقليل بعض الآثار الجانبية المعتادة المرتبطة باستخدام الكورتيكوستيرويدات.
الأسماء التجارية لتريامسينولون أسيتونيد
أريستوكورت (Aristocort): الاسم التجاري للأقراص الفموية والكريمات الموضعية.
كينالوج (Kenalog): متوفر على شكل كريم أو مرهم موضعي، وأيضًا على شكل حقن.
نيساكورت (Nasacort): رذاذ أنفي يُستخدم لعلاج أعراض الحساسية.
تريديرم (Triderm): اسم تجاري يُستخدم في كريمات موضعية.
تريامكوت / أسيتوكوت / تريام-أ (Triamcot / Acetocot / Triam-A): أسماء تجارية للأشكال القابلة للحقن من تريامسينولون أسيتونيد.
آلية العمل
يعمل تريامسينولون، مثل باقي الكورتيكوستيرويدات، على تقليل الالتهاب عبر عدة آليات. يقوم بتثبيط إنزيم فوسفوليباز A2 الموجود في أغشية الخلايا، مما يمنع تحلل الأغشية الليزوزومية في الكريات البيضاء. يؤدي هذا إلى وقف إطلاق حمض الأراكيدونيك، وهو مركب رئيسي في عملية الالتهاب. نتيجة لذلك، يقل إنتاج إنزيمات السيكلوأوكسيجيناز (COX) والليبوكسجيناز (LOX)، مما يؤدي إلى انخفاض تكوين البرستاجلاندينات والليكوترينز، وهما من الوسائط الرئيسية للالتهاب.
الحركية الدوائية
الامتصاص:
يختلف امتصاص تريامسينولون أسيتونيد في الجسم بشكل كبير حسب شكل الدواء وطريقة الإعطاء. عند إعطائه وريدياً، يتم امتصاصه بالكامل وبسرعة. أما عند تناوله عن طريق الفم، فيتم امتصاص نحو 90% تقريباً، بينما تؤدي التطبيقات الموضعية إلى امتصاص متغير وغالباً محدود في الدورة الدموية الجهازية.
التوزيع:
تختلف مدة تأثير تريامسينولون حسب طريقة الإعطاء. عند إعطائه وريدياً، تم تقدير حجم التوزيع بحوالي 103 لتر. في المقابل، يكون التوافر الحيوي عند تناوله عن طريق الفم حوالي 23%، مما يعكس امتصاصاً محدوداً إلى الدورة الدموية الجهازية عند الاستخدام الفموي.
التمثيل الغذائي:
يُستقلب تريامسينولون أسيتونيد بشكل رئيسي في الكبد عبر نظام إنزيمات السيتوكروم P450 (CYP)، مع دور رئيسي لإنزيم CYP3A4. يتحول الدواء إلى مستقلبات غير نشطة، مع اختلاف طفيف في العمليات الأيضية والمستقلبات الناتجة بين الأنواع الحيوانية المختلفة.
الإخراج:
بعد الأيض في الكبد بواسطة نظام إنزيم CYP3A4، يتم التخلص من تريامسينولون أسيتونيد من الجسم عبر الكلى (البول) والجهاز الهضمي (البراز). بالرغم من أن جزءاً صغيراً من الدواء قد يُطرح دون تغيير، فإن الغالبية يتم التخلص منها على شكل مستقلبات. يتم إزالة معظم الجرعة المُعطاة من الجسم خلال 24 إلى 72 ساعة بعد الإعطاء.
الفاعلية الدوائية
يعمل تريامسينولون أسيتونيد بشكل رئيسي عن طريق الارتباط بمستقبلات الجلوكوكورتيكويد، مما يفعّل سلسلة من الإجراءات التي تُثبط الالتهاب. يشمل ذلك:
تقليل إنتاج الوسطاء الالتهابيين مثل البروستاجلاندينات (Prostaglandins) والليكوترينات (Leukotrienes).
تثبيط حركة خلايا المناعة نحو المناطق المصابة.
تقليل التعبير عن السيتوكينات المؤيدة للالتهاب (Pro-inflammatory Cytokines).
نتيجة لذلك، يساعد على تخفيف الأعراض مثل التورم (Edema)، الاحمرار (Erythema)، والحكة (Pruritus)، مما يجعله فعالاً في علاج العديد من الاضطرابات الالتهابية والحساسية.
طريقة الإعطاء
يُعطى تريامسينولون أسيتونيد بصفته كورتيكوستيرويد بعدة أشكال، بما في ذلك:
تعتمد طريقة الإعطاء على الحالة المرضية المراد علاجها.
الجرعة والقوة
يتوفر تريامسينولون أسيتونيد بقوى مختلفة حسب شكل الدواء:
للاستخدام الموضعي، تشمل القوة الشائعة: 0.025%، 0.1%، 0.5%، و0.05% في الكريمات، المراهم، اللوشنات، والبخاخات.
عادةً، يتم تطبيق الدواء من مرتين إلى أربع مرات يوميًا للكريمات، اللوشنات، والمراهم، وثلاث إلى أربع مرات يوميًا للبخاخات الهوائية.
تنبيه: يجب دائمًا اتباع تعليمات الطبيب وعدم تغيير الجرعة دون استشارة طبية.
التفاعلات الدوائية
قد يتفاعل تريامسينولون أسيتونيد مع عدة أدوية، مما قد يؤثر على فعاليته أو يزيد من خطر الآثار الجانبية. تشمل التفاعلات المهمة:
مثبطات CYP3A4 (مثل ريتونافير، كيتوكونازول)، التي قد ترفع مستويات التريامسينولون وتزيد من خطر الآثار الضارة.
أدوية السكري، حيث يمكن أن يرفع التريامسينولون مستويات السكر في الدم، مما قد يستدعي تعديل جرعات الإنسولين أو أدوية السكري الفموية.
مضادات التخثر مثل وارفارين، حيث قد يؤثر الاستخدام المشترك على تأثير مضادات التخثر، ويتطلب مراقبة دقيقة لمعاملات تخثر الدم.
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الأسبرين، حيث يمكن أن يزيد الاستخدام مع التريامسينولون من خطر النزيف المعوي.
تفاعلات الطعام
تؤثر تفاعلات الطعام مع تريامسينولون أسيتونيد بشكل رئيسي على الأشكال الفموية من الدواء، وليس الكريمات أو المراهم الموضعية.
موانع الاستعمال
يُمنع استخدام تريامسينولون في المرضى المصابين بالسل (Tuberculosis)، لأنه قد يزيد من خطر إعادة تنشيط المرض.
يجب توخي الحذر لدى مرضى السكري عند استخدام التريامسينولون الجهازية، حيث يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم، وهو من الآثار الجانبية الشائعة للستيرويدات القشرية.
الآثار الجانبية
جفاف الجلد، تقشره، تكوّن القشور، الحرق، أو تكون فقاعات على الجلد
تهيج الجلد
الألم، الحكة، التورم، التقشر، أو الاحمرار الشديد
احمرار أو تقشر حول الفم
ترقق الجلد أو حدوث كدمات، خاصة في المناطق الطيّة للجلد (مثل بين الأصابع) أو على الوجه (إذا تم التطبيق هناك حسب الإرشادات)
الجرعة الزائدة
يمكن أن تؤدي الجرعة الزائدة من تريامسينولون أسيتونيد إلى مشاكل طبية متعددة، خاصة مع الاستخدام طويل الأمد للجرعات العالية.
تعتمد شدة التأثير على شكل الدواء، الجرعة، ومدة الاستخدام.
في حالة الاشتباه بالجرعة الزائدة، يجب طلب المساعدة الطبية الطارئة فورًا أو الاتصال بمركز مكافحة السموم.
السمية
تريامسينولون أسيتونيد له تأثيرات سامة معروفة، خصوصًا على الشبكية وخلايا العظام، وكذلك تأثيرات جهازية مثل متلازمة كوشينغ، ارتفاع ضغط الدم، وهشاشة العظام عند الاستخدام المزمن أو الجرعات العالية.
هو كورتيكوستيرويد صناعي قوي يمكن أن يسبب سمية مختلفة اعتمادًا على طريقة الإعطاء، الجرعة، ومدة العلاج.
على الرغم من أنه يُعتبر آمنًا عند الاستخدام وفق الإرشادات، إلا أن الامتصاص الجهازى والاستخدام طويل الأمد يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة.