السيكلوسبورين (ويُكتب أيضًا سايكولوسبورين) هو مثبط قوي للجهاز المناعي ومثبط للكالسينورين، يُستخدم بشكل رئيسي لمنع رفض الأعضاء المزروعة مثل الكلى، والكبد، والقلب، ونخاع العظم، وكذلك لعلاج بعض الأمراض المناعية الذاتية. تم اكتشافه في عام 1970 بواسطة علماء ساندوز من فطر Tolypocladium inflatum، ودُرس في البداية لأغراض مضادة للفطريات. في عام 1972، اكتشف فريق جان بوريل تأثيره المناعي القوي، حيث يثبط اللمفاويات بشكل انتقائي ويقلل بشكل كبير من رفض الأعضاء. أدت التجارب السريرية في أواخر السبعينيات إلى أول عملية زرع كلية ناجحة باستخدام السيكلوسبورين في عام 1980، وتمت الموافقة عليه من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 1983، وأصبح بسرعة الدواء القياسي للتثبيط المناعي بعد الزرع.
الأسماء التجارية
تشمل أسماء السيكلوسبورين التجارية: Gengraf, Neoral, Sandimmune.
أما العلامات الأخرى مثل Restasis, Cequa, Ikervis فتُستخدم بشكل رئيسي لعلاج بعض حالات العين.
آلية العمل
السيكلوسبورين مثبط للمناعة ويعمل أساسًا على تثبيط تنشيط الخلايا التائية. يرتبط بالبروتين الخلوي سيكلوفيلين لتشكيل مركب يثبط كالسينورين، مما يمنع نسخ الإنترلوكين-2 وسيتوكينات أخرى ضرورية لتكاثر الخلايا التائية. من خلال تثبيط الاستجابة المناعية، يقلل من خطر رفض الأعضاء المزروعة ويعالج بعض الأمراض المناعية الذاتية. تأثيره محدد على الخلايا التائية، مع ترك المكونات المناعية الأخرى إلى حد كبير دون تأثير.
الحرائك الدوائية
الامتصاص: يُمتص السيكلوسبورين بشكل متفاوت في القناة الهضمية، ويتأثر بنوع الصيغة (ميكروإيمولشن مقابل الصيغة التقليدية).
التوزيع: يتوزع على نطاق واسع في الأنسجة، مرتبط بالبروتين بشكل كبير (~90%)، ويتراكم في الكبد، الكلى، والأنسجة اللمفاوية.
الأيض: يُستقلب بشكل رئيسي في الكبد عن طريق إنزيمات CYP3A4.
الإخراج: يُفرز بشكل أساسي عبر الصفراء؛ أقل من 10% يُطرح دون تغيير عبر البول.
الديناميكا الدوائية
يثبط السيكلوسبورين جهاز المناعة عن طريق تثبيط تنشيط الخلايا التائية وإنتاج السيتوكينات. تساعد تأثيراته المثبطة للمناعة في تقليل رفض الأعضاء المزروعة وإدارة أمراض المناعة الذاتية مثل الصدفية أو التهاب المفاصل الروماتويدي. تأثيره يعتمد على الجرعة، ويتم مراقبة المستويات الدموية لتحقيق التوازن بين الفعالية والسمية. يبدأ مفعوله تدريجيًا، ويتطلب الالتزام بالجرعات والمراقبة المستمرة. الاستخدام الطويل قد يؤدي إلى سمية تراكمية إذا لم يتم التعامل معه بشكل مناسب.
طريقة الإعطاء
يُعطى السيكلوسبورين عن طريق الفم (كبسولات أو محلول) أو عن طريق الوريد في المستشفى. تُفضل الصيغ الفموية الميكروإيمولشن للحصول على امتصاص ثابت. تختلف الجرعات حسب وزن الجسم ونوع الزرع أو الحالة المناعية. تُراقب مستويات الدم بانتظام للحفاظ على النطاق العلاجي. يجب تناوله باستمرار مع أو بدون طعام حسب تعليمات الصيغة المحددة.
الجرعة والقوة
الجرعات الشائعة للفم للمرضى المزروعين تتراوح بين 2–6 ملغ/كغ/اليوم، مقسمة على جرعتين. قد تتطلب الحالات المناعية الذاتية جرعات أقل. تُعدل الجرعات بناءً على مراقبة التركيز الدموي. عادةً تتطلب الصيغ الميكروإيمولشن جرعات أقل من الصيغ التقليدية. يجب ضبط الجرعة بعناية للأطفال ومرضى القصور الكلوي.
التداخلات الدوائية
يتداخل السيكلوسبورين مع العديد من الأدوية التي تؤثر على CYP3A4 و P-glycoprotein، بما في ذلك:
• كيتوكونازول، إريثروميسين (زيادة مستويات السيكلوسبورين)
• ريفامبين، فينيتوي(خفض مستويات السيكلوسبورين)
• مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية والأمينوغليكوزيدات (زيادة خطر السمية )المراقبة الدقيقة ضرورية عند التزامن مع أدوية أخرى.
التداخلات الغذائية
قد يتأثر الامتصاص بالوجبات عالية الدهون، عصير الجريب فروت (يزيد المستويات الدموية)، و St. John’s Wort (يقلل المستويات). من الأفضل تناوله بانتظام فيما يتعلق بالوجبات، وتجنب التغييرات المفاجئة في النظام الغذائي للحفاظ على ثبات المستويات الدموية. يُنصح بشرب كميات كافية من الماء لتقليل خطر السمية الكلوية.
موانع الاستعمال
يُمنع استخدام السيكلوسبورين في حالة فرط الحساسية للدواء. ويُعتبر ارتفاع ضغط الدم الشديد غير المسيطر عليه أو بعض الأورام النسبية موانع استخدام. يجب معالجة الالتهابات النشطة قبل بدء العلاج. قد تتطلب مشاكل الكبد تعديل الجرعة أو تجنب الدواء. يلزم تقييم دقيق قبل الاستخدام أثناء الحمل أو الرضاعة.
الآثار الجانبية
الجرعة الزائدة
يمكن أن تؤدي الجرعة الزائدة إلى سمية كلوية شديدة، ارتفاع ضغط الدم، وسمية عصبية. تشمل الأعراض الدوخة، الغثيان، القيء، والرعشة. العلاج يكون داعمًا مع مراقبة دقيقة لوظائف الكلى ومستويات الدواء. الغسيل الكلوي غير فعال بسبب ارتباط الدواء العالي بالبروتين. يلزم التدخل الطبي الفوري عند الاشتباه بالجرعة الزائدة.
السمية
السمية المزمنة تؤثر بشكل رئيسي على الكلى، مما يؤدي إلى تليف بيني وانخفاض وظائف الكلى. تشمل السموم الأخرى اضطراب وظائف الكبد، السمية العصبية، وزيادة قابلية الإصابة بالعدوى. يجب مراقبة مستويات الدم بانتظام لتجنب السمية التراكمية. يساعد الكشف المبكر وتعديل الجرعة في تقليل الضرر طويل الأمد. الرعاية الداعمة ضرورية لإدارة السمية الشديدة.