حمض البنزويك، وصيغته الكيميائية C₆H₅COOH، هو أبسط حمض كربوكسيلي عطري، ويظهر على شكل بلورات بيضاء صلبة. يُعد مركبًا عضويًا أساسيًا يوجد طبيعيًا في العديد من النباتات، ويُستخدم على نطاق واسع كمادة حافظة في الأغذية، بالإضافة إلى استخدامه في تصنيع الأدوية، والأصباغ، والعطور، والعديد من المواد الكيميائية الأخرى.
يرجع اسم "حمض البنزويك" إلى صمغ البنزوين، وهو راتنج يُستخلص من شجرة الستيراكس. يعمل حمض البنزويك كعامل مضاد للميكروبات من خلال منع نمو البكتيريا والعفن والخمائر، خاصة في البيئات الحمضية.
الأسماء التجارية
من الأسماء التجارية الشائعة التي تحتوي على حمض البنزويك كمكون نشط، مرهم ويتفيلد (Whitfield's Ointment) ومرهم ويتولين (Whitolyn Ointment)، واللذان يُستخدمان لعلاج التهابات الجلد الفطرية.
ومن الأمثلة الأخرى على الأسماء التجارية: كوبسال COBESAL ودرميكيور بلس DERMICURE PLUS.
آلية العمل
يعمل حمض البنزويك كمضاد للميكروبات من خلال اختراق أغشية خلايا الميكروبات في شكله غير المتأين، ثم ينفصل داخل الخلية ليخفض الرقم الهيدروجيني الداخلي، مما يعيق الإنزيمات والعمليات الأيضية الحيوية، ويُسبب اضطرابًا في نفاذية الغشاء، ويؤدي إلى استنزاف الطاقة (ATP)، وفي النهاية يثبط نمو الميكروبات وبقائها.
تعتمد فعالية حمض البنزويك على الرقم الهيدروجيني الخارجي، حيث تكون فعاليته أفضل في الظروف الحمضية التي تحتوي على نسبة أكبر من الحمض غير المتأين.
الحرائك الدوائية
الامتصاص
يُمتص حمض البنزويك بسرعة وبشكل واسع عند تناوله عن طريق الفم، حيث تصل نسبة التوافر البيولوجي إلى حوالي 95%، ويبلغ نصف عمر الامتصاص 0.8 ساعة. يتم الامتصاص بشكل شبه كامل خلال ساعتين. يحدث الامتصاص بشكل رئيسي في الأمعاء الدقيقة عبر ناقل الأحماض الأحادية الكربوكسيلية، مع معدلات امتصاص أعلى في الصائم مقارنةً بالأقسام الأخرى من الأمعاء.
التوزيع
لم يتم الإبلاغ بشكل موحد عن حجم التوزيع لحمض البنزويك عبر الأنواع المختلفة، حيث أظهرت دراسة واحدة على سمك السلور (channel catfish) أن حجم التوزيع في الحالة الثابتة يبلغ 369 مل/كغ بعد الجرعة الوريدية. بالنسبة للبشر، لا توجد بيانات مباشرة موثقة لحجم التوزيع.
الأيض (التمثيل الغذائي)
يتم أيض حمض البنزويك بشكل رئيسي في الكبد إلى شكله كبنزويل-كوإنزيم A (benzoyl-CoA)، والذي يرتبط بعد ذلك مع الجلايسين لتكوين حمض الهيبوريك (hippuric acid). ثم يُطرح حمض الهيبوريك في البول، مما يجعله المسار الأيضي الرئيسي لحمض البنزويك لدى البشر.
على الرغم من أن هذه العملية فعالة إلى حد كبير، إلا أنها قد تتأثر بصحة الكبد، حيث يمكن أن تقلل حالات مثل الكبد الدهني أو أمراض الكبد المزمنة من معدل الأيض.
الإطراح (الإخراج)
يُطرح حمض البنزويك بشكل رئيسي من الجسم على شكل مركب مرتبط بالجلايسين، وهو حمض الهيبوريك. وبعد معالجته في الكبد، يتم التخلص من هذا المركب عبر الكلى عن طريق البول.
الديناميكا الدوائية
تركز الديناميكا الدوائية لحمض البنزويك على تأثيره المضاد للميكروبات، والذي يتحقق عن طريق اختراق أغشية خلايا الميكروبات في شكله غير المتأين، ثم الانفصال داخل الخلية، مما يؤدي إلى خفض الرقم الهيدروجيني الداخلي. يتسبب هذا الحمض داخل الخلية في تعطيل أنشطة الإنزيمات الحيوية والعمليات الأيضية، مما يثبط الميكروبات ويقتلها في النهاية.
كما يعمل حمض البنزويك كمادة حافظة في الأدوية من خلال تثبيط نمو الميكروبات.
طرق الاستخدام
الجرعات والتركيزات
مرهم ويتفيلد:
قد تختلف التركيبات الموضعية الأخرى في التركيز بين 2% إلى 10%، حسب المنتج والغرض من الاستخدام (مثل العمل كمطهر أو كعامل تقشير).
الكمية اليومية المقبولة (ADI):
تفاعلات الأدوية
يمكن أن يتفاعل حمض البنزويك مع أدوية أخرى، مما يؤدي إما إلى تقليل فعاليتها أو زيادة خطر السمية. على سبيل المثال، قد يقلل حمض البنزويك من طرح بعض الأدوية مثل دينوبروستون (dinoprostone) ودوريبينيem (doripenem)، بينما يزيد من فعالية أدوية أخرى مثل إيثيل بيسكوماسيتيت (ethyl biscoumacetate).
كما يمكن حدوث تفاعلات مع أدوية تؤثر على وظيفة الكبد مثل حمض الفالبرويك (valproic acid)، بالإضافة إلى العلاجات الموضعية والكحول، والتي قد تزيد من امتصاص حمض البنزويك وتضاعف آثاره الجانبية.
تفاعلات الطعام
التفاعل الغذائي الرئيسي لحمض البنزويك يكون مع فيتامين ج (فيتامين C)، حيث يمكن أن يؤدي تفاعلهما إلى تكوين مركب البنزين، وهو مادة مسرطنة معروفة، تحت ظروف معينة مثل درجات الحرارة العالية أو التخزين لفترات طويلة.
يُستخدم حمض البنزويك كمادة حافظة غذائية ويعمل بشكل أفضل في الأطعمة الحمضية مثل المشروبات الغازية والخضروات المخمرة، لكن فعاليته قد تقل في البيئات ذات الرقم الهيدروجيني المرتفع.
الاستهلاك المفرط لحمض البنزويك قد يسبب الغثيان والإسهال، كما أن تفاعله مع البروتينات قد يؤدي إلى تكوين ألياف شبيهة بالأميلويد.
موانع الاستخدام
يُمنع استخدام حمض البنزويك الموضعي في الأشخاص الذين لديهم حساسية معروفة من حمض البنزويك أو الساليسيلات (مثل الأسبرين).
كما يجب تجنب تطبيقه على الأغشية المخاطية، العيون، أو الجروح المفتوحة.
الآثار الجانبية
الجرعة الزائدة
يمكن أن تسبب الجرعة الزائدة من حمض البنزويك أعراضًا تشمل الغثيان، القيء، الإسهال، تهيج الجلد والجهاز التنفسي، تفاعلات تحسسية، وفي الحالات الشديدة قد تحدث نوبات تشنجية.
على الرغم من أن حمض البنزويك له سمية منخفضة لدى البشر ويتم أيضه وإخراجه بسرعة، إلا أن الجرعات العالية قد تكون ضارة. ترتبط الأعراض عادةً بالابتلاع أو التعرض لتركيزات عالية.
يكون العلاج داعمًا ويهدف إلى تخفيف الأعراض وإدارتها.
السمية
يُعتبر حمض البنزويك في المقام الأول مادة مهيجة، حيث يمكن لتركيزات عالية أو التعرض المطول أن يسبب تهيجًا في الجلد، العينين، والجهاز التنفسي، بما في ذلك الاحمرار، الطفح الجلدي، السعال، وضيق التنفس.
على الرغم من اعتباره آمنًا بشكل عام عند المستويات المصرح بها، فإن تناول جرعات عالية قد يسبب آثارًا سلبية مثل الحماض الأيضي أو التشنجات في الحيوانات.
لا يُعتبر حمض البنزويك مادة مسرطنة، لكنه يمكن أن يتحول إلى مواد متطفرة (متحولة) في وجود بعض المواد الكيميائية.