يُعد ألفاكالسيدول (1-هيدروكسي فيتامين د₃) من نظائر فيتامين د الصناعية، وقد تم تقديمه للاستخدام السريري لأول مرة في أوائل السبعينيات. ويُعتبر ألفاكالسيدول دواءً أوليًا يتم تحويله في الجسم إلى الكالسيتريول (1،25-ديهيدروكسي فيتامين د₃)، وهو من أكثر العوامل فعالية وسرعة في العمل للوقاية من نقص فيتامين د ومعالجة انخفاض الكالسيوم في الدم. ويُستخدم بشكل أساسي لعلاج اضطرابات الكالسيوم والعظام، لا سيما لدى مرضى الكلى، وذلك لأنه لا يتطلب تنشيطًا كلوياً.

الأسماء التجارية

من بين أشهر الأسماء التجارية للدواء ألفاكالسيدولون-ألفا (One-Alpha)، وإيتألفا (Etalpha)، وألفا دي3 (Alpha D3).

  • ون-ألفا® (One-Alpha): يُستخدم لعلاج الأمراض التي تتطلب تعديل نسبة الكالسيوم في الجسم.
  • إيتألفا (Etalpha): تحتوي الأقراص على المادة الفعالة ألفاكالسيدول، وهي شكل من أشكال فيتامين د. يُستخدم ألفاكالسيدول لتنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفات في الجسم، خاصةً لدى مرضى الكلى الذين لا يستطيعون معالجة فيتامين د الطبيعي بشكل صحيح.
  • ألفا دي3 (Alpha D3): يُستخدم لعلاج الحالات التي يحدث فيها اضطراب في أيض (استقلاب) الكالسيوم. كما يُستخدم لعلاج الحالات المرتبطة بنقص فيتامين د والاضطرابات التي تؤثر على امتصاص الكالسيوم.

آلية العمل

يتم تحويل ألفاكالسيدول في الكبد إلى شكله النشط، الكالسيتريول (1,25-ديهيدروكسي فيتامين د₃). يعمل الكالسيتريول على زيادة امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء، ويُعزّز إعادة امتصاص الكالسيوم في الكلى، ويسهّل إطلاق الكالسيوم من العظام.

وعلى عكس فيتامين د الطبيعي، فإن ألفاكالسيدول يتجاوز خطوة التفعيل الكلوي، مما يجعله مفيدًا بشكل خاص للمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة أو خلل في وظائف الكلى.

يساعد ألفاكالسيدول في استعادة توازن الكالسيوم والفوسفات، كما يساهم في تنظيم مستويات هرمون الغدة الجار درقية (PTH).

الحرائك الدوائية

الامتصاص
يُمتص ألفاكالسيدول بسهولة في الجهاز الهضمي، ويتم تحويله بسرعة إلى شكله النشط في الكبد. تُعد هذه العملية فعّالة للغاية، وتوفر ميزة مقارنة بالمكملات الأخرى لفيتامين د، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى.

التوزيع
يرتبط ناتج الأيض النشط لفيتامين د، الكالسيتريول، بقوة ببروتين ألفا غلوبولين خاص يُعرف باسم "بروتين ارتباط فيتامين د" في بلازما الدم، وذلك لنقله وتوزيعه في جميع أنحاء الجسم.

الأيض (التمثيل الغذائي)
يتم تحويل ألفاكالسيدول بسرعة في الكبد بواسطة إنزيم 25-هيدروكسيليز إلى 1,25-ديهيدروكسي فيتامين د (الكالسيتريول)، وهو الشكل النشط بيولوجياً من فيتامين د. ويتجاوز هذا التحويل خطوة التفعيل الكلوي، مما يجعل ألفاكالسيدول مناسبًا بشكل خاص للمرضى الذين يعانون من خلل في وظائف الكلى.
بعد تفعيله، يساهم الكالسيتريول في تنظيم أيض الكالسيوم والفوسفات. ثم يتم تكسيره لاحقًا إلى مستقلبات غير نشطة قابلة للذوبان في الماء، والتي تُفرز بشكل رئيسي عن طريق العصارة الصفراوية.

الإطراح (الإخراج)
يُطرح ألفاكالسيدول بشكل أساسي عبر العصارة الصفراوية إلى البراز بعد أن يتم استقلابه في الكبد. وتُطرح كميات قليلة فقط من الدواء ومستقلباته عبر البول.

الديناميكا الدوائية
يُعد ألفاكالسيدول نظيرًا صناعياً لفيتامين د ويعمل كدواء أولي (Prodrug) للهرمون النشط كالسيتريول. وبالتالي، فإن تأثيراته الدوائية ناتجة بشكل رئيسي عن تحوّله إلى الكالسيتريول، الذي ينظم التوازن بين الكالسيوم والفوسفات في جميع أنحاء الجسم.

ويُعد ألفاكالسيدول مفيدًا بشكل خاص للمرضى الذين يعانون من ضعف في وظائف الكلى، إذ يتجاوز خطوة التفعيل النهائية التي تتم في الكلى السليمة.

طريقة الإعطاء
يُعطى ألفاكالسيدول عن طريق الفم أو عن طريق الوريد، وتُعد الطريقة الفموية هي الأكثر شيوعًا، بجرعات يومية تتراوح ما بين 0.25 إلى 1 ميكروغرام. ويُعد هذا الدواء مفيدًا بشكل خاص لمرضى الكلى، لأنه لا يتطلب تفعيلًا كلويًا. أما الإعطاء الوريدي، فيُستخدم عادةً للمرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى.

من الضروري إجراء مراقبة منتظمة لمستويات الكالسيوم، والفوسفات، وهرمون الغدة الجار درقية (PTH) لتجنب مضاعفات مثل فرط كالسيوم الدم. ونظرًا لأن تفعيل الدواء يتم في الكبد، يجب توخي الحذر عند استخدامه في المرضى الذين يعانون من خلل في وظائف الكبد.

الجرعات والتركيزات المتوفرة

الأشكال والتركيزات المتوفرة من ألفاكالسيدول:

  • كبسولات فموية: متوفرة بتركيزات مختلفة مثل 0.25 ميكروغرام، 0.5 ميكروغرام، و1 ميكروغرام.
  • قطرات فموية: تُوفر عادةً بتركيزات مثل 2 ميكروغرام/مل.
  • حقن وريدية (IV): متوفرة بتركيزات مثل 2 ميكروغرام/مل.

تداخلات الأدوية

لدى ألفاكالسيدول تداخلات دوائية مهمة، ترتبط بشكل رئيسي بتأثيره على مستويات الكالسيوم في الدم. يزداد خطر الإصابة بفرط كالسيوم الدم عند تناوله مع مكملات فيتامين د الأخرى، أو مكملات الكالسيوم، أو مدرات البول الثيازيدية.

قد يؤدي الجمع بين ألفاكالسيدول ودواء ديجوكسين (Digoxin) المستخدم في أمراض القلب إلى زيادة خطر اضطراب نظم القلب بسبب ارتفاع مستويات الكالسيوم.

تعمل مضادات الاختلاج مثل الفينيتوين والفينوباربيتال على تقليل فعالية ألفاكالسيدول من خلال تسريع تحطيمه في الجسم.

في المرضى الذين يعانون من مشاكل في الكلى، يجب توخي الحذر عند استخدام مضادات الحموضة التي تحتوي على المغنيسيوم أو الألمنيوم، لأن ألفاكالسيدول قد يزيد من امتصاص هذه المعادن إلى مستويات قد تكون سامة.

تداخلات الطعام

يُفضل عادةً تناول ألفاكالسيدول مع الطعام لتحسين امتصاصه، رغم أن بعض المصادر تشير إلى أنه يمكن تناوله مع أو بدون طعام.

من المهم تجنب أو الحد من تناول الأطعمة والمشروبات التي تقلل من امتصاص الكالسيوم، مثل الأطعمة الغنية بالأوكسالات (كالسبانخ والرباع)، وحمض الفيتيك (النخالة والحبوب الكاملة)، والكافيين، والمشروبات الغازية، والكحول.

وبما أن ألفاكالسيدول يعمل على زيادة مستويات الكالسيوم في الجسم، فإن استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالكالسيوم أثناء استخدام الدواء قد يزيد من خطر الإصابة بفرط كالسيوم الدم (ارتفاع غير طبيعي في مستويات الكالسيوم).

موانع الاستخدام

يُمنع استخدام ألفاكالسيدول في الحالات التالية:

  • فرط كالسيوم الدم (ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم).
  • فرط فوسفات الدم (ارتفاع مستويات الفوسفات في الدم).
  • فرط فيتامين د (زيادة غير طبيعية في مستويات فيتامين د).
  • الحساسية المعروفة تجاه ألفاكالسيدول أو أي من مكوناته.

الآثار الجانبية

  • مشاكل في الجهاز الهضمي: غثيان، قيء، إمساك، جفاف الفم، أو طعم معدني في الفم.
  • ضعف وتعب: شعور عام بالتعب، النعاس، أو الضعف.
  • صداع.
  • زيادة التبول والعطش.
  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن.
  • فرط كالسيوم الدم الشديد.
  • عدم انتظام ضربات القلب أو خفقان القلب.
  • تكون حصى الكلى.
  • تفاعلات جلدية.
  • رد فعل تحسسي.

الجرعة الزائدة

يسبب تناول جرعة زائدة من ألفاكالسيدول فرط كالسيوم الدم (ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم)، والذي قد يؤدي إلى اضطراب في وظائف الأعضاء. تشمل الأعراض الغثيان، والقيء، والعطش الشديد، وزيادة التبول، بينما قد تؤدي الحالات الشديدة إلى مشاكل في الكلى، واضطرابات في ضربات القلب، والارتباك.

إذا اشتُبه بحدوث جرعة زائدة، يجب التوقف فورًا عن تناول ألفاكالسيدول وطلب العناية الطبية العاجلة.

يركز العلاج على عكس حالة فرط كالسيوم الدم من خلال إيقاف الدواء، وزيادة الترطيب، وقد يتطلب الأمر استخدام أدوية أخرى أو غسيل الكلى في الحالات الشديدة.

السُمية

تُعتبر السمية الناتجة عن ألفاكالسيدول في الغالب نتيجة تناول جرعة زائدة تؤدي إلى ارتفاع خطير في مستويات الكالسيوم (فرط كالسيوم الدم) والفوسفات في الدم.

قد تتراوح الأعراض الناتجة عن الجرعة الزائدة بين اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان، والقيء، والإمساك، إلى مشاكل أكثر خطورة مثل عدم انتظام ضربات القلب، وحصى الكلى، وضعف العضلات.

وفي الحالات الشديدة، قد تؤدي السمية إلى تلف في الكلى ومضاعفات في أجهزة الجسم الأخرى.