تم تطوير دوكسيسيكلين بواسطة شركة فايزر في أوائل الستينيات، من خلال تعديل أوكسي تتراسايكلين لإنتاج مضاد حيوي أكثر ثباتًا وفعالية. تمت الموافقة عليه لأول مرة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عام 1967 تحت الاسم التجاري Vibramycin، وأصبح أول مضاد حيوي واسع الطيف يُعطى مرة واحدة يوميًا من إنتاج فايزر.

مع مرور الوقت، توسّعت استخداماته لتشمل الوقاية من الملاريا منذ التسعينيات. يُعد دوكسيسيكلين مضادًا حيويًا من فئة التتراسايكلين واسع الطيف، ويعمل عن طريق منع تخليق البروتين البكتيري، مما يوقف نمو البكتيريا وتكاثرها

الأسماء التجارية
يُسوَّق دوكسيسيكلين تحت عدة أسماء تجارية، بما في ذلك:

  • Vibramycin®
  • Doryx®
  • Oracea® (مخصص لحبّ الشباب الوردي/الوردية)
  • Monodox®
  • Periostat®

كما تتوفر نسخ عامة (Generic) بأسعار أقل، لتوفير بدائل أكثر اقتصادية. بعض التركيبات صُممت خصيصًا لعلاج حالات معينة مثل Oracea لعلاج الوردية.

آلية العمل
دوكسيسيكلين هو مضاد حيوي من عائلة التتراسايكلين واسع الطيف يعمل عن طريق منع تخليق البروتين في البكتيريايرتبط بالوحدة الفرعية 30من الريبوسوم، مما يمنع الـ aminoacyl-tRNA من الارتباط بالريبوسوم، وبالتالي يتوقف نمو البكتيريا.

هذا التأثير البكتريوستاتيكي يعني أنه يمنع تكاثر البكتيريا بدلاً من قتلها مباشرة، ويجعله فعالًا ضد البكتيريا موجبة الغرام، سالبة الغرام، والبكتيريا غير النمطيةهذه الآلية تفسر فعاليته ضد مجموعة واسعة من الالتهابات.

علم الحرائك الدوائية
الامتصاص:
يُمتص دوكسيسيكلين جيدًا عند تناوله عن طريق الفم، ويصل تركيزه الأقصى في البلازما خلال 2–4 ساعات. يتميز بتوافر حيوي فموي عالٍ، عادةً أكثر من 90%، ويتوفر بصيغ تحرير فوري وتأخيري.

التوزيع:
ينتشر الدواء على نطاق واسع في أنسجة الجسم، بما في ذلك الرئتان والكبد والكلى، ويعبر المشيمة ويتواجد في حليب الأم. يرتبط جزئيًا ببروتينات البلازما بنسبة حوالي 90–95%، ويبلغ حجم التوزيع 0.7–1.4 لتر/كغ. هذا الانتشار الواسع يجعله فعالًا لعلاج الالتهابات الجهازية.

الأيض:
يتم أيض الدواء جزئيًا في الكبد، ويُنتج نواتج أيضية نشطة وأخرى غير نشطة، تساهم في التأثير العلاجي وبعض الآثار الجانبية.

الإخراج:
يُطرح الدواء بشكل رئيسي عبر البراز، مع جزء أصغر يُطرح عبر البول. يؤثر ضعف الكلى بشكل قليل على تصفيته. نصف العمر الإقصائي يتراوح بين 18–22 ساعة، مما يتيح جرعات مريحة مع الحفاظ على مستويات علاجية فعالة.

علم الديناميكا الدوائية 
يُظهر دوكسيسيكلين تأثيرًا مُثبطًا لنمو البكتيريا (Bacteriostatic) عن طريق تثبيط تخليق البروتين البكتيري، مما يمنع تكاثرها. وهو فعال ضد مجموعة واسعة من مسببات الأمراض، بما في ذلك الالتهابات التنفسية، البولية، والمنتقلة جنسيًا.

بالإضافة إلى ذلك، يمتلك دوكسيسيكلين خصائص مضادة للالتهابات، مما يجعله مفيدًا في علاج حب الشباب والوردية (Rosacea).
نصف العمر الطويل للدواء يدعم جداول جرعات مريحة، كما أن انتشاره الواسع في أنسجة الجسم يضمن فعاليته ضد الالتهابات في أجهزة وأعضاء متعددة.

الإعطاء

يُعطى دوكسيسيكلين عن طريق الفم على شكل كبسولات أو أقراص أو معلّق فموي، وقد يُعطى عن طريق الوريد في الحالات الشديدة.
الجرعة المعتادة تكون مرة أو مرتين في اليوم، ويُفضّل أخذه مع كأس مليان من الموية لتجنّب تهيّج المريء.
ويُنصح المريض إنه يجلس أو يكون واقف لمدة لا تقل عن نص ساعة بعد أخذ الجرعة.
طريقة ووقت الإعطاء تختلف حسب نوع وشدة العدوى، والالتزام بالتعليمات يساعد في الحصول على أفضل نتيجة من العلاج.

الجرعة والتركيز
دوكسيسيكلين يتوفّر غالباً بتركيزات 50 ملغ، 75 ملغ، 100 ملغ، و150 ملغ على شكل أقراص أو كبسولات.
الجرعة المعتادة للبالغين في حالات العدوى البكتيرية تكون 100 ملغ مرتين يومياً في اليوم الأول، وبعدها 100 ملغ مرة وحدة يومياً.
وفي الحالات الشديدة، ممكن ترتفع الجرعة إلى 100 ملغ مرتين يومياً.
أما للأطفال فوق 8 سنوات ووزنهم أقل من 45 كيلو، فالجرعة تعتمد على وزن الجسم.
الدواء متوفّر أيضاً على شكل معلّق فموي، وعلى شكل حقن للاستخدام في المستشفيات.

التداخلات الدوائية
دوكسيسيكلين يتفاعل مع عدة أدوية ممكن تأثر على امتصاصه أو فعاليته.
مضادات الحموضة، ومكمّلات الحديد، والمنتجات اللي تحتوي على الكالسيوم ممكن تقلل امتصاص الدوكسيسيكلين لأنها تسوي مركّبات غير قابلة للامتصاص.
وقد يزيد الدوكسيسيكلين من فعالية الوارفارين، وهذا يرفع احتمال حدوث نزيف.
وبرضه تنخفض فعاليته إذا استخدم مع أدوية محفّزة للإنزيمات مثل الفينيتوين أو الباربيتورات أو الكاربامازيبين.
واستخدامه مع الريتينويدات ممكن يزيد من خطر ارتفاع الضغط داخل الجمجمة.

تفاعلات الدواء مع الطعام

يُمكن أخذ دوكسيسيكلين مع الأكل أو بدونه، لكن أخذه مع الأكل أو الحليب يساعد على تخفيف تهيّج المعدة.
ومع ذلك، منتجات الألبان ممكن تقلّل امتصاصه شوي بسبب ارتباطه بالكالسيوم.
ولأفضل امتصاص، يُفضّل أخذه مع كاس مليان موية، وأنك تجلس أو تبقى واقف لمدة نص ساعة بعد الجرعة.
ويُتجنّب أخذ الدواء مع مكملات الحديد أو المغنيسيوم أو الألمنيوم قريب من وقت الجرعة.
وبالنسبة للكحول، فالاستهلاك الطويل له ممكن يقلّل فعالية الدواء.

موانع الاستعمال 

  • يمنع استخدام دوكسيسيكلين في حالة الحساسية المعروفة للتتراسيكلينات.
  • لا يُعطى للأطفال دون سن 8 سنوات لأنه قد يسبب تصبغ دائم في الأسنان ويؤثر على نمو العظام.
  • يُنصح الحوامل والمرضعات بتجنب الدواء بسبب احتمال الضرر للجنين أو الرضيع.
  • ممنوع في المرضى الذين يعانون من قصور شديد في وظائف الكبد.
  • يُستخدم بحذر لدى الأشخاص المصابين بـ اضطرابات المريء، إذ قد يسبب تهيجًا أو قرحًا.

الآثار الجانبية 

  • فقدان الشهية
  • إسهال أو تبرز لين
  • صعوبة أو ألم عند البلع
  • صداع أو شعور بالضغط في الرأس
  • ارتفاع مستوى اليوريا في الدم (BUN)
  • زيادة حساسية الجلد لأشعة الشمس (فرط التحسس للضوء)
  • الغثيان
  • ظهور طفح جلدي
  • تغير مؤقت في لون الأسنان، وعادةً ما يزول بعد تنظيف الأسنان المهني عند التوقف عن الدواء
  • التهاب أو ألم في اللسان
  • قيء أو اضطراب في المعدة

الجرعة الزايدة
الجرعة الزايدة من دوكسيسيكلين نادرة، لكنها ممكن تصير إذا انأخذ الدواء بكميات كبيرة.
الأعراض ممكن تشمل غثيان، استفراغ، دوخة، وآلام في البطن.
وفي الحالات الشديدة، ممكن يسبب سمّية في الكبد أو تأثّر في وظائف الكلى.
العلاج عادة يكون داعم، مثل غسل المعدة أو إعطاء فحم نشط إذا كانت الجرعة انأخذت قريب.
لازم المريض يراجع الطوارئ فوراً عشان المتابعة وعلاج الأعراض.

السمِّيّة
يُعَدّ الدوكسيسايكلين من الأدوية ذات السميّة المنخفضة نسبيًا، إلا أنّ الاستخدام الطويل أو بجرعات عالية قد يؤدّي إلى مضاعفات. فقد يتسبّب الاستعمال المزمن في سُمِّية الكبد أو في تفاعلات فرط الحساسية للضوء، حيث تصبح البشرة شديدة التأثّر بأشعة الشمس. كما أن العلاج لفترات طويلة قد يغيّر من توازن البكتيريا الطبيعية في الأمعاء، مما يؤدي إلى حدوث التهابات ثانوية مثل داء المبيضات. وفي حالات نادرة، تم تسجيل ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، والذي قد يظهر في صورة صداع ومشاكل في الرؤية. وغالبًا ما تزول هذه التأثيرات السامّة بعد إيقاف الدواء.