تريمبوترين هو دواء منشط لحركة الأمعاء ومضاد للتشنجات يُستخدم بشكل أساسي لإدارة اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية مثل متلازمة القولون العصبي، وعسر الهضم الوظيفي، وخمول الأمعاء بعد العمليات الجراحية. يعمل عن طريق تعديل حركة الجهاز الهضمي عبر مستقبلات الأفيون في الأمعاء، حيث يساعد على تنظيم التقلصات غير الطبيعية، فيحفز الحركة عند بطء مرور الطعام ويثبط التقلصات المفرطة في حالات فرط الحركة، كما يوفر تأثيرًا مسكنًا خفيفًا عن طريق تقليل الحساسية الحشوية. تمّ تصنيع تريمبوترين لأول مرة في السبعينيات في أوروبا وأُدخل إلى الممارسة السريرية في الثمانينيات. ومنذ ذلك الحين، أصبح مستخدمًا على نطاق واسع في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، نظرًا لتأثيره المزدوج في تعديل حركة الأمعاء وملف أمانه الجيد بشكل عام.
الأسماء التجارية لتريمبوترين
آلية عمل تريمبوترين
يعمل تريمبوترين كمنظم للجهاز الهضمي بشكل رئيسي عن طريق التفاعل مع مستقبلات الأفيون المحيطية (μ، δ، وκ) في الأمعاء. من خلال هذا التأثير، يساعد على تنظيم حركة الأمعاء عن طريق تحفيز التقلصات عندما يكون مرور الطعام بطيئًا، وكبح التقلصات المفرطة في حالات فرط الحركة. كما ينظم نشاط العضلات الملساء لتقليل التشنجات، ويُظهر تأثيرًا مسكنًا خفيفًا عن طريق تقليل فرط الحساسية الحشوية. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر تريمبوترين على إفراز هرمونات الجهاز الهضمي، مثل الموتيلين، مما يعزز تأثيره المنشط لحركة الأمعاء ودوره المزدوج في تنظيم وظيفة الأمعاء.
الحركية الدوائية لتريمبوترين
الامتصاص
يُمتص تريمبوترين بسرعة من الجهاز الهضمي بعد الإعطاء الفموي. ويصل إلى أقصى تركيز له في البلازما خلال فترة تتراوح تقريبًا بين 30–60 دقيقة. يعد امتصاصه فعالًا، ولكن مثل العديد من الأدوية التي تؤثر على الأمعاء، قد تتأثر التوافرية البيولوجية له بعملية التمثيل الغذائي الأولي في الكبد. عمومًا، لا يؤثر تناول تريمبوترين مع الطعام أو بدونه بشكل كبير على امتصاصه، مما يجعله مناسبًا للاستخدام السريري.
التوزيع
يتمتع تريمبوترين بحجم توزيع متوسط، مما يعكس توزيعه في أنسجة الجسم، بما في ذلك الجهاز الهضمي حيث يمارس تأثيراته الأساسية. القيم العددية الدقيقة لحجم التوزيع (Vₐ) محدودة في الأدبيات الطبية، لكن توزيعه كافٍ لتحقيق تركيزات فعالة في المواقع المستهدفة مع الحفاظ على تعرض منخفض نسبيًا على المستوى الجهازي. ويسهم ذلك في ملف أمانه الجيد وقلة تأثيراته الجانبية الجهازية.
الأيض
يخضع تريمبوترين لعملية أيض كبدي واسعة، حيث يتم تحويله إلى المستقلب النشط الرئيسي له، نورتريمبوترين (N-ديسميثيل تريمبوترين). يمر الدواء بعملية مرور أولي كبيرة، إذ يتم استقلابه في الكبد قبل دخوله الدورة الدموية الجهازية.
الإخراج
يُطرح تريمبوترين ومستقلباته بشكل أساسي عبر البول، مع نسبة أقل تُطرح في البراز. كما يُفرز المستقلب النشط الرئيسي، نورتريمبوترين، في البول. يخضع الدواء لأيض كبدي واسع قبل الإخراج، ويتميز الإخراج بسرعة نسبية، مما يساهم في عمر نصفي قصير في البلازما. يدعم هذا النمط من الإخراج فعالية الدواء في استهداف الجهاز الهضمي مع تقليل تراكمه الجهازي.
الديناميكا الدوائية لتريمبوترين
يمارس تريمبوترين تأثيراته الدوائية بشكل رئيسي عن طريق تنظيم حركة الجهاز الهضمي من خلال التفاعل مع مستقبلات الأفيون المحيطية (μ، δ، وκ) في الأمعاء. يتميز بتأثير مزدوج في التنظيم، حيث يحفز تقلصات الأمعاء في حالات بطء مرور الطعام ويثبط التقلصات المفرطة في حالات فرط الحركة. يساعد ذلك على تطبيع حركة الأمعاء وتنسيق عملية التمعج. بالإضافة إلى ذلك، يقلل تريمبوترين من فرط الحساسية الحشوية، موفرًا تأثيرات مسكنة خفيفة تخفف الألم والانزعاج البطني. قد يؤثر أيضًا على إفراز هرمونات الجهاز الهضمي مثل الموتيلين، مما يعزز تأثيراته المنشطة والمضادة للتشنجات. بشكل عام، تساعد ديناميكا الدواء على استعادة وظيفة الأمعاء الطبيعية دون التسبب في تحفيز مفرط أو آثار جانبية جهازية كبيرة.
الجرعة وطريقة الإعطاء
البالغون: عادةً يُوصى بجرعة 100 ملغ ثلاث مرات يوميًا قبل الوجبات لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية مثل متلازمة القولون العصبي أو عسر الهضم الوظيفي.
الأطفال: يتم تعديل الجرعة عادةً حسب وزن الجسم، غالبًا 5–10 ملغ/كغ يوميًا، مقسمة إلى 2–3 جرعات. يجب اتباع التوجيهات المحلية للجرعات الدقيقة للأطفال.
طريقة الإعطاء: عن طريق الفم، عادةً على شكل أقراص أو شراب.
نصائح الإعطاء: يمكن تناول تريمبوترين مع الطعام أو بدونه، لكن الالتزام بجدول منتظم للجرعات قبل الوجبات قد يحسن الفعالية.
مدة العلاج: تعتمد على الاستجابة السريرية، عادةً عدة أسابيع لعلاج الاضطرابات الوظيفية؛ ويجب أن يتم تحديد الاستخدام الطويل تحت إشراف الطبيب.
تفاعلات تريمبوترين مع الطعام
يمكن تناول تريمبوترين مع الطعام أو بدونه، ولا يتأثر امتصاصه بشكل كبير بالوجبات. لا توجد تفاعلات غذائية رئيسية معروفة، مما يجعله مناسبًا للاستخدام المنتظم. ومع ذلك، قد يساعد تناوله قبل الوجبات، كما هو موصى به عادةً، في تحسين تأثيره على حركة الجهاز الهضمي.
تفاعلات تريمبوترين مع الأدوية
يمتلك تريمبوترين إمكانية منخفضة لحدوث تفاعلات دوائية ذات أهمية سريرية. يتم استقلابه في الكبد بشكل رئيسي عبر إنزيم CYP3A4، لذا قد يؤثر الاستخدام المتزامن لمثبطات أو محفزات قوية لهذا الإنزيم على مستويات الدواء في البلازما وفعاليته. على الرغم من تأثيره على مستقبلات الأفيون المحيطية، فإن التفاعلات مع الأفيونات الجهازية أو مثبطات الجهاز العصبي المركزي عادةً ما تكون محدودة نظرًا لانخفاض اختراقه للجهاز العصبي المركزي. لم يتم الإبلاغ عن تفاعلات كبيرة مع الأدوية الشائعة للجهاز الهضمي، مثل مضادات الحموضة أو المضادات الحيوية، مما يجعل تريمبوترين آمنًا عمومًا مع انخفاض خطر التفاعلات الدوائية.
موانع استخدام تريمبوترين
يُمنع استخدام تريمبوترين في الأفراد الذين لديهم حساسية معروفة تجاه الدواء أو أي من مكوناته. يجب تجنبه في المرضى الذين يعانون من ضعف شديد في وظائف الكبد نظرًا لعملياته الأيضية الكبدية الواسعة، ويُنصح بالحذر في حالات القصور الكلوي الشديد لأن بعض المستقلبات تُطرح عن طريق البول. عادةً لا يُنصح باستخدامه أثناء الحمل والرضاعة إلا عند الضرورة الواضحة، حيث أن بيانات السلامة في هاتين الحالتين محدودة.
الآثار الجانبية لتريمبوترين
الجرعة الزائدة
التأثيرات العصبية:
التأثيرات القلبية الوعائية:
التأثيرات الجهازية والهضمية:
التأثيرات التنفسية:
السُمّية
عادةً ما تحدث سُمّية تريمبوترين نتيجة تناول جرعة زائدة، وقد تؤدي إلى مضاعفات عصبية وقلبية. على الرغم من أن الدواء آمن بشكل عام ويرتبط بنسبة منخفضة من الآثار الجانبية الخفيفة، إلا أن خطر السُمّية الشديدة يزداد في حالات الجرعات الزائدة العرضية أو المتعمدة، خصوصًا لدى الأطفال والشباب.