سولفاديميدين هو مضاد حيوي سلفوناميدي صناعي تم تطويره في الأربعينيات كأحد مشتقات السلفا طويلة المفعول. يعمل عن طريق تثبيط تخليق حمض الفوليك في البكتيريا، مما يؤدي إلى تأثير مُثبط لنمو البكتيريا (Bacteriostatic).
تعود بداياته إلى اكتشاف برونتوسيل (Prontosil) على يد غيرهارد دوماغك عام 1932، وهو أول مضاد حيوي فعّال يُعطى للجسم بشكل نظامي.
تم استخدام سولفاديميدين على نطاق واسع لعلاج الالتهابات البولية، والتنفسية، والهضمية عند البشر، إلا أنه اليوم يُستخدم أساسًا في الطب البيطري لعلاج الماشية والدواجن.
يظل سولفاديميدين ذو أهمية تاريخية كأحد أوائل المضادات الحيوية التي خفضت معدل الوفيات البكتيرية قبل اكتشاف البنسلين.
الأسماء التجارية
التحضيرات البشرية (تاريخية):
التحضيرات البيطرية:
آلية العمل
سولفاديميدين (Sulfamethazine) هو مضاد حيوي من مجموعة السلفوناميدات مثبط لنمو البكتيريا (Bacteriostatic)، ويعمل عن طريق تثبيط تخليق حمض الفوليك في البكتيريا.
يعد سولفاديميدين نظيرًا بنيويًا لحمض البارا-أمينوبنزويك (PABA)، وهو مركب يحتاجه البكتيريا لإنتاج حمض الديهيدروفوليك عبر إنزيم ديهيدروبتيرويت سينثاز (Dihydropteroate Synthase). يقوم سولفاديميدين بمنافسة هذا الإنزيم وإيقافه، مما يمنع تكوّن حمض الديهيدروفوليك، وهو مقدّم لحمض التتراهيدروفوليك الضروري لتخليق DNA وRNA والبروتينات.
نتيجة لذلك، يتوقف نمو وتكاثر البكتيريا، على الرغم من أن الدواء لا يقتل البكتيريا مباشرة، مما يجعله مثبطًا لنمو البكتيريا (Bacteriostatic).
تظل خلايا الإنسان غير متأثرة لأن الإنسان لا يصنع حمض الفوليك بنفسه، بل يحصل عليه من الغذاء، مما يمنح سولفاديميدين تأثيرًا انتقائيًا ضد البكتيريا.
الحركية الدوائية
الامتصاص
يتم امتصاص سولفاديميدين بسرعة وكفاءة من الجهاز الهضمي في الحيوانات أحادية المعدة مثل الإنسان والعجول والخنازير. يحدث الامتصاص بشكل رئيسي عبر الانتشار السلبي (Passive Diffusion)، حيث يمر الشكل غير المؤين للدواء عبر الأغشية الدهنية للأمعاء.
التوزيع
يبلغ حجم توزيع سولفاديميدين حوالي 0.2–0.5 لتر/كغ، مما يشير إلى توزيع متوسط يتركز أساسًا في السوائل خارج الخلايا. يخترق الدواء معظم الأنسجة والسوائل الجسمية بشكل جيد، بما في ذلك البول، الصفراء، والحليب، لكنه يدخل إلى السائل الدماغي الشوكي (CSF) بشكل محدود تحت الظروف الطبيعية.
الاستقلاب
يُستقلب سولفاديميدين بشكل رئيسي في الكبد، عن طريق الأستلة (Acetylation) وإلى حد أقل الهيدروكسلة (Hydroxylation)، مكونًا نواتج استقلابية مثل المشتق N4-أستيل، والتي يتم التخلص منها لاحقًا عن طريق الكلى. تؤثر سرعة الأستلة بشكل كبير على الحركية الدوائية:
الإخراج
يُفرز سولفاديميدين بشكل رئيسي عن طريق الكلى، سواء على شكل الدواء الأصلي أو نواتج الاستقلاب، خصوصًا المشتق N4-أستيل. يحدث الإخراج عبر الترشيح الكبيبي والإفراز الأنبوبي، مما يؤدي إلى تركيزات عالية في البول، الأمر الذي يجعله فعالًا لعلاج التهابات المسالك البولية. يُفرز جزء أصغر أيضًا عبر الصفراء، البراز، والحليب. يمكن أن تؤثر وظائف الكلى وسرعة الأستلة عند الحيوان بشكل كبير على التخلص من الدواء ومستويات البلازما.
الديناميكا الدوائية
سولفاديميدين هو مضاد حيوي من السلفوناميدات مثبط لنمو البكتيريا (Bacteriostatic)، يعمل عن طريق تثبيط تخليق حمض الفوليك في البكتيريا، مما يمنع تكوين DNA وRNA والبروتينات. يتميز بكونه عريض الطيف، حيث يستهدف العديد من البكتيريا الموجبة لصبغة غرام وبعض البكتيريا السالبة لصبغة غرام. وتعتمد فعاليته على الحفاظ على تركيز الدواء فوق الحد الأدنى لتثبيط النمو (MIC).
خلايا الإنسان والحيوان غير متأثرة بالدواء، لأنها تحصل على حمض الفوليك من الغذاء.
طرق الإعطاء
يمكن إعطاء سولفاديميدين بعدة طرق، وأكثرها شيوعًا: عن طريق الفم (Oral) أو الحقن (وريدي، عضلي، أو تحت الجلد)، حسب التركيبة الدوائية ونوع الكائن الحي المعالج. يختلف اختيار طريقة الإعطاء بين الاستخدام البشري والبيطري.
الجرعة والقوة الدوائية
الاستخدام البشري (تاريخي):
الاستخدام البيطري:
تفاعلات الدواء
يمكن أن يتفاعل سولفاديميدين مع عدة أدوية، مما قد يؤثر على فعاليته أو يزيد من الأعراض الجانبية. ومن هذه التفاعلات:
تفاعلات الطعام
يمكن أن يتفاعل سولفاديميدين مع الطعام بطريقة تؤثر على امتصاصه وفعاليته:
موانع الاستخدام
يُمنع استخدام سولفاديميدين في الأفراد أو الحيوانات الذين لديهم:
ينبغي تجنب استخدامه في الإناث الحوامل أو المرضعات وكذلك حديثي الولادة بسبب احتمال حدوث سمية.
لا يُنصح باستخدام الدواء أيضًا في حالات الجفاف أو انسداد المسالك البولية، حيث يزيد ذلك من خطر تكوّن بلورات في البول (Crystalluria) وتلف الكلى.
الآثار الجانبية
الآثار الجانبية الشائعة:
الآثار الجانبية الخطيرة:
الجرعة الزائدة
مشاكل الجهاز الهضمي:
التأثيرات العصبية:
مشاكل الكلى والمسالك البولية:
مشاكل الكبد:
اضطرابات الدم (تظهر لاحقًا):
أعراض أخرى:
السُمّية
قد تنتج سُمّية سولفاديميدين عن الجرعة الزائدة، أو الاستخدام المطول، أو فرط الحساسية، مسببةً مجموعة واسعة من الأعراض تتراوح من اضطرابات هضمية طفيفة وطفح جلدي إلى تلف الأعضاء الخطير واضطرابات دموية قد تهدد الحياة.
ومن المخاوف الأساسية، خصوصًا لدى الحيوانات، تكوّن بلورات في البول (Crystalluria) والتلف الكلوي اللاحق، خاصةً عند الجفاف أو حموضة البول العالية.