سولفاديميدين هو مضاد حيوي سلفوناميدي صناعي تم تطويره في الأربعينيات كأحد مشتقات السلفا طويلة المفعول. يعمل عن طريق تثبيط تخليق حمض الفوليك في البكتيريا، مما يؤدي إلى تأثير مُثبط لنمو البكتيريا (Bacteriostatic).

تعود بداياته إلى اكتشاف برونتوسيل (Prontosil) على يد غيرهارد دوماغك عام 1932، وهو أول مضاد حيوي فعّال يُعطى للجسم بشكل نظامي.
تم استخدام سولفاديميدين على نطاق واسع لعلاج الالتهابات البولية، والتنفسية، والهضمية عند البشر، إلا أنه اليوم يُستخدم أساسًا في الطب البيطري لعلاج الماشية والدواجن.

يظل سولفاديميدين ذو أهمية تاريخية كأحد أوائل المضادات الحيوية التي خفضت معدل الوفيات البكتيرية قبل اكتشاف البنسلين.

الأسماء التجارية 

التحضيرات البشرية (تاريخية):

  • Uro-Trim
  • Sulfamed
  • أقراص سولفاميثازين (Sulfamethazine Tablets – عامة)

التحضيرات البيطرية:

  • Sulfadimidine Vet
  • Sulfamazine
  • بودرة فموية سولفاديميدين 33% (للماشية)
  • محقن سولفاديميدين 33% (للدواجن والخنازير)

آلية العمل 

سولفاديميدين (Sulfamethazine) هو مضاد حيوي من مجموعة السلفوناميدات مثبط لنمو البكتيريا (Bacteriostatic)، ويعمل عن طريق تثبيط تخليق حمض الفوليك في البكتيريا.

يعد سولفاديميدين نظيرًا بنيويًا لحمض البارا-أمينوبنزويك (PABA)، وهو مركب يحتاجه البكتيريا لإنتاج حمض الديهيدروفوليك عبر إنزيم ديهيدروبتيرويت سينثاز (Dihydropteroate Synthase). يقوم سولفاديميدين بمنافسة هذا الإنزيم وإيقافه، مما يمنع تكوّن حمض الديهيدروفوليك، وهو مقدّم لحمض التتراهيدروفوليك الضروري لتخليق DNA وRNA والبروتينات.

نتيجة لذلك، يتوقف نمو وتكاثر البكتيريا، على الرغم من أن الدواء لا يقتل البكتيريا مباشرة، مما يجعله مثبطًا لنمو البكتيريا (Bacteriostatic).
تظل خلايا الإنسان غير متأثرة لأن الإنسان لا يصنع حمض الفوليك بنفسه، بل يحصل عليه من الغذاء، مما يمنح سولفاديميدين تأثيرًا انتقائيًا ضد البكتيريا.

الحركية الدوائية 

الامتصاص 
يتم امتصاص سولفاديميدين بسرعة وكفاءة من الجهاز الهضمي في الحيوانات أحادية المعدة مثل الإنسان والعجول والخنازير. يحدث الامتصاص بشكل رئيسي عبر الانتشار السلبي (Passive Diffusion)، حيث يمر الشكل غير المؤين للدواء عبر الأغشية الدهنية للأمعاء.

التوزيع 
يبلغ حجم توزيع سولفاديميدين حوالي 0.2–0.5 لتر/كغ، مما يشير إلى توزيع متوسط يتركز أساسًا في السوائل خارج الخلايايخترق الدواء معظم الأنسجة والسوائل الجسمية بشكل جيد، بما في ذلك البول، الصفراء، والحليب، لكنه يدخل إلى السائل الدماغي الشوكي (CSF) بشكل محدود تحت الظروف الطبيعية.

الاستقلاب
يُستقلب سولفاديميدين بشكل رئيسي في الكبد، عن طريق الأستلة (Acetylation) وإلى حد أقل الهيدروكسلة (Hydroxylation)، مكونًا نواتج استقلابية مثل المشتق N4-أستيل، والتي يتم التخلص منها لاحقًا عن طريق الكلى. تؤثر سرعة الأستلة بشكل كبير على الحركية الدوائية:

  • سريعو الأستلةيظهرون منحنى تركيز-زمن ثنائي الطور في البلازما.
  • بطيئو الأستلةيظهرون منحنى أحادي الطور في البلازما.

الإخراج 
يُفرز سولفاديميدين بشكل رئيسي عن طريق الكلى، سواء على شكل الدواء الأصلي أو نواتج الاستقلاب، خصوصًا المشتق N4-أستيليحدث الإخراج عبر الترشيح الكبيبي والإفراز الأنبوبي، مما يؤدي إلى تركيزات عالية في البول، الأمر الذي يجعله فعالًا لعلاج التهابات المسالك البولية. يُفرز جزء أصغر أيضًا عبر الصفراء، البراز، والحليبيمكن أن تؤثر وظائف الكلى وسرعة الأستلة عند الحيوان بشكل كبير على التخلص من الدواء ومستويات البلازما.

الديناميكا الدوائية

سولفاديميدين هو مضاد حيوي من السلفوناميدات مثبط لنمو البكتيريا (Bacteriostatic)، يعمل عن طريق تثبيط تخليق حمض الفوليك في البكتيريا، مما يمنع تكوين DNA وRNA والبروتيناتيتميز بكونه عريض الطيف، حيث يستهدف العديد من البكتيريا الموجبة لصبغة غرام وبعض البكتيريا السالبة لصبغة غراموتعتمد فعاليته على الحفاظ على تركيز الدواء فوق الحد الأدنى لتثبيط النمو (MIC).
خلايا الإنسان والحيوان غير متأثرة بالدواء، لأنها تحصل على حمض الفوليك من الغذاء.

طرق الإعطاء 

يمكن إعطاء سولفاديميدين بعدة طرق، وأكثرها شيوعًاعن طريق الفم (Oral) أو الحقن (وريدي، عضلي، أو تحت الجلد)، حسب التركيبة الدوائية ونوع الكائن الحي المعالج. يختلف اختيار طريقة الإعطاء بين الاستخدام البشري والبيطري.

الجرعة والقوة الدوائية 

الاستخدام البشري (تاريخي):

  • الأقراص الفموية: 500 ملغ لكل جرعة
  • الجرعة النموذجية للبالغين: 2–4 غرام يوميًا، مقسمة إلى 4 جرعات
  • مدة العلاجعادة 7–10 أيام حسب نوع العدوى
    ملاحظةنادرًا ما يُستخدم سولفاديميدين لدى البشر اليوم.

الاستخدام البيطري:

  • بودرة فموية للماشية والدواجن: 33% سولفاديميدين
  • محلول للحقن: 33–50 ملغ/مل، حسب نوع الحيوان
  • الجرعة النموذجية:
    • الدواجن: 25–50 ملغ/كغ من وزن الجسم يوميًا
    • الخنازير والعجول: 25–30 ملغ/كغ من وزن الجسم يوميًا
  • مدة العلاج: 3–5 أيام أو حسب وصف الطبيب البيطري

تفاعلات الدواء 

يمكن أن يتفاعل سولفاديميدين مع عدة أدوية، مما قد يؤثر على فعاليته أو يزيد من الأعراض الجانبية. ومن هذه التفاعلات:

  • تعزيز تأثير مضادات التخثر مثل الوارفارين.
  • زيادة سمية الميثوتريكسات.
  • زيادة تأثير أدوية خافضة للسكر عن طريق الفم، مما قد يؤدي إلى نقص سكر الدم.
  • عند الاستخدام مع سلفوناميدات أخرى أو مدرات البول، قد يزداد خطر تكوّن بلورات في البول أو تلف الكلى.
  • عند الجمع مع ترايميثوبريم (Trimethoprim)، يتحقق تأثير مضاد للبكتيريا متآزر، لكنه قد يزيد خطر تثبيط نخاع العظم.
  • يمكن لسولفاديميدين أيضًا أن يغير الإخراج الكلوي لأدوية أخرى، لذلك يجب توخي الحذر، خاصةً لدى المرضى الذين يعانون من قصور كلوي أو كبدي.

تفاعلات الطعام

يمكن أن يتفاعل سولفاديميدين مع الطعام بطريقة تؤثر على امتصاصه وفعاليته:

  • الأطعمة التي تغير حموضة المعدة، مثل منتجات الألبان أو مضادات الحموضة المحتوية على الكالسيوم أو المغنيسيوم، قد تقلل من امتصاص الدواء.
  • الوجبات عالية البروتين قد تؤخر الامتصاص قليلًا، وإن كان التأثير عادةً طفيفًا.
  • لزيادة الفعالية، يُنصح عادةً بأخذ سولفاديميدين على معدة فارغة أو مع كمية قليلة من الطعام، إلا إذا وجه الطبيب أو البيطري خلاف ذلك.

موانع الاستخدام 

يُمنع استخدام سولفاديميدين في الأفراد أو الحيوانات الذين لديهم:

  • حساسية من السلفوناميدات أو أي مكون من مكونات الدواء.
  • قصور شديد في الكبد أو الكلى.
  • اضطرابات دم معينة مثل نقص G6PD أو البورفيريا.

ينبغي تجنب استخدامه في الإناث الحوامل أو المرضعات وكذلك حديثي الولادة بسبب احتمال حدوث سمية.
لا يُنصح باستخدام الدواء أيضًا في حالات الجفاف أو انسداد المسالك البولية، حيث يزيد ذلك من خطر تكوّن بلورات في البول (Crystalluria) وتلف الكلى.

الآثار الجانبية 

الآثار الجانبية الشائعة:

  • الغثيان والقيء
  • الإسهال وآلام المعدة
  • الصداع
  • الطفح الجلدي والحكة
  • فقدان الشهية
  • آلام المفاصل
  • زيادة حساسية الجلد لأشعة الشمس (فرط التحسس الضوئي)

الآثار الجانبية الخطيرة:

  • ردود فعل تحسسية شديدة
  • تفاعلات جلدية شديدة
  • اضطرابات دموية
  • تلف الكلى
  • تلف الكبد
  • التهاب القولون الغشائي الكاذب (Pseudomembranous colitis)
  • تأثيرات على الجهاز العصبي المركزي

الجرعة الزائدة 

مشاكل الجهاز الهضمي:

  • الغثيان والقيء
  • فقدان الشهية
  • آلام المعدة
  • المغص

التأثيرات العصبية:

  • الدوخة والصداع
  • النعاس والاكتئاب النفسي
  • الارتباك وقلة تنسيق العضلات (Ataxia)
  • تشنجات العضلات والارتعاش
  • النوبات الصرعية أو الغيبوبة

مشاكل الكلى والمسالك البولية:

  • وجود دم في البول (Hematuria)
  • تكون بلورات في البول (Crystalluria) مما قد يؤدي إلى حصى الكلى والمغص الكلوي
  • انعدام إنتاج البول (Anuria)
  • تلف عام في الكلى

مشاكل الكبد:

  • تلف الكبد
  • التهاب الكبد (Hepatitis)
  • اليرقان (اصفرار الجلد أو العينين)

اضطرابات الدم (تظهر لاحقًا):

  • فقر الدم (Anemia)
  • نقص العدلات (Agranulocytosis)
  • نقص الصفائح الدموية (Thrombocytopenia)
  • اضطرابات دموية أخرى (Blood dyscrasias)

أعراض أخرى:

  • الحمى
  • النزيف أو الكدمات غير المعتادة
  • التهاب الحلق
  • شحوب الجلد
  • الضعف والتعب والشعور العام بالإنهاك

السُمّية 

قد تنتج سُمّية سولفاديميدين عن الجرعة الزائدة، أو الاستخدام المطول، أو فرط الحساسية، مسببةً مجموعة واسعة من الأعراض تتراوح من اضطرابات هضمية طفيفة وطفح جلدي إلى تلف الأعضاء الخطير واضطرابات دموية قد تهدد الحياة.
ومن المخاوف الأساسية، خصوصًا لدى الحيوانات، تكوّن بلورات في البول (Crystalluria) والتلف الكلوي اللاحق، خاصةً عند الجفاف أو حموضة البول العالية.