ريغورافينيب هو مثبط متعدد الكينازات يُعطى عن طريق الفم، طورته شركة باير لعلاج عدة أنواع من السرطان المتقدم، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم النقيلي، أورام الأنسجة الرخوة المعوية (GIST)، وسرطان الكبد (HCC). يعمل الدواء عن طريق تثبيط العديد من البروتينات الكيناز المشاركة في نمو الأورام وتكوّن الأوعية الدموية وانتشار السرطان، بما في ذلك VEGFR وPDGFR وKIT وRET وRAF، مما يؤدي إلى تثبيط نمو خلايا الورم وتطور الأوعية الدموية الجديدة التي تزود السرطان بالعناصر الغذائية.
تم تصميم ريغورافينيب كنظير بنيوي لسورافينيب، مع إضافة ذرات فلور لتحسين قوته ونشاطه الدوائي. بعد التجارب السريرية التي أظهرت تحسن البقاء على قيد الحياة لدى المرضى الذين عولجوا سابقًا من سرطان القولون والمستقيم النقيلي، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على ريغورافينيب في عام 2012 تحت الاسم التجاري Stivarga. ومنذ الموافقة، أصبح الدواء خيارًا مهمًا للمرضى الذين يعانون من أورام صلبة متقدمة أو مقاومة للعلاج عندما تصبح العلاجات القياسية غير فعّالة.
الأسماء التجارية
الاسم التجاري الرئيسي:
أسماء تجارية أخرى:
آلية العمل
ريغورافينيب هو مثبط متعدد الكينازات يستهدف ويعطل عدة كينازات التيروزين المشاركة في العمليات الأساسية مثل تكوّن الأوعية الدموية (angiogenesis)، ونمو الأورام (oncogenesis)، والحفاظ على البيئة الدقيقة للورم (tumor microenvironment). من خلال تثبيط كينازات مثل VEGFR وKIT وRET، يقوم ريغورافينيب بكبح تكاثر خلايا الورم، تكوّن الأوعية الدموية، وانتشار السرطان، مما يساهم في الحد من تقدم المرض السرطاني.
الحركية الدوائية
الامتصاص
يُمتص ريغورافينيب جيدًا عند تناوله عن طريق الفم، مع توفر حيوي مطلق يتراوح بين 69–83٪. يتأثر الامتصاص بتناول الطعام؛ إذ يؤدي تناول الدواء مع وجبة منخفضة الدهون إلى زيادة التوافر الحيوي، بينما يمكن للوجبة عالية الدهون أن تغير الحركية الدوائية بشكل كبير. ويصل الدواء عادة إلى أقصى تركيز له في البلازما (Tmax) خلال حوالي 3 إلى 4 ساعات بعد الإعطاء عن طريق الفم. ونظرًا لتأثر الامتصاص بالوجبات، يُنصح عمومًا بتناول ريغورافينيب بعد وجبة منخفضة الدهون لضمان مستويات دوائية متسقة.
التوزيع
يبلغ حجم توزيع ريغورافينيب حوالي 88 لترًا، مما يشير إلى أنه يتوزع بشكل واسع في أنسجة الجسم وليس محصورًا في مجرى الدم فقط. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط الدواء بشكل كبير بالبروتينات البلازمية، حيث تبلغ نسبة ارتباطه نحو 99.5٪.
الأيض
يُستقلب ريغورافينيب بشكل رئيسي في الكبد عبر إنزيم السيتوكروم P450 CYP3A4 وعن طريق الإيصال بالجلوكورونيد بواسطة UGT1A9. ينتج عن هذا الأيض ميتابوليتين نشطين رئيسيين، M-2 (N-أكسيد) وM-5 (N-أكسيد / N-ديس مثيل)، واللذان يسهمان بشكل كبير في النشاط الدوائي للدواء. يخضع الدواء لمعالجة كبدية واسعة، وتمتلك هذه المستقلبات ملفات تثبيط كينازات مشابهة للمركب الأصلي، مما يطيل التأثير العلاجي الإجمالي لريغورافينيب.
الإخراج
يُطرح ريغورافينيب بشكل أساسي في البراز بنسبة حوالي 71٪، بينما يُطرح جزء أصغر منه في البول بنسبة حوالي 19٪.
الحركية الدوائية
تنبع التأثيرات الدوائية لريغورافينيب من دوره كمثبط متعدد الكينازات، حيث يستهدف مستقبلات متعددة وكينازات داخل الخلايا المشاركة في تكوّن الأوعية الدموية، ونمو الأورام، والبيئة الدقيقة للورم. من خلال حجب هذه المسارات، يُحدث ريغورافينيب تأثيرات مضادة لتكوّن الأوعية الدموية ومضادة للتكاثر، مما يحد من تكاثر خلايا الورم وبقائها وتكوين أوعية دموية جديدة. وتشمل أهدافه الرئيسية VEGFR وTIE2 وKIT وRET وPDGFR وRAF، من بين آخرين.
الجرعة وطريقة الإعطاء
الجرعة الموصى بها:
طريقة الإعطاء:
تعديلات الجرعة:
التداخلات الدوائية
لدى ريغورافينيب العديد من التداخلات الدوائية، بعضها قد يكون ذو أهمية كبيرة. فقد تقلل أدوية مثل Apalutamide وEfavirenz وItraconazole وKetoconazole من مستويات ريغورافينيب في الدم، في حين يمكن لأدوية مثل Alpelisib وCeritinib وFexinidazole زيادة تأثيره أو تركيزه في البلازما. يُنصح المرضى أيضًا بتجنب الجريب فروت ونبتة العرن المثقوب (St. John’s wort) أثناء العلاج. من الضروري استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل بدء أي دواء جديد أو إيقاف أي دواء أثناء استخدام ريغورافينيب.
تأثير الطعام على الدواء
يتأثر امتصاص ريغورافينيب بمحتوى الدهون في الطعام. تناول الدواء مع وجبة عالية الدهون قد يزيد بشكل كبير من التوافر الحيوي، مما قد يزيد من خطر الآثار الجانبية، بينما يؤدي تناول الدواء في حالة صيام أو مع وجبة منخفضة الدهون إلى امتصاص أكثر ثباتًا وتوقعًا. لضمان مستويات دوائية متسقة وتقليل التغيرات، يُنصح بتناول ريغورافينيب مع وجبة منخفضة الدهون (≤30٪ من السعرات الحرارية من الدهون) وتجنب التغيرات المفاجئة في النظام الغذائي أثناء العلاج.
موانع الاستعمال
يُمنع استخدام ريغورافينيب في الأفراد الذين لديهم حساسية معروفة تجاه الدواء أو أي من مكوناته. علاوة على ذلك، وبسبب آلية عمله والأدلة المستخلصة من الدراسات الحيوانية، لا ينبغي استخدامه أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية، إذ قد يسبب أضرارًا للجنين وآثارًا سلبية على الرضع المرضعين.
الآثار الجانبية
جرعة زائدة
قد تشمل أعراض الجرعة الزائدة ما يلي:
السمية
لدى ريغورافينيب نافذة علاجية ضيقة، وتنشأ سميته أساسًا من تأثيراته كمثبط متعدد الكينازات. تشمل الآثار الجانبية الشائعة أعراضًا هضمية مثل الإسهال والغثيان والقيء وألم البطن، وكذلك سمية كبدية مع ارتفاع إنزيمات الكبد وفي حالات نادرة فشل كبدي. قد يعاني المرضى أيضًا من تفاعلات جلدية مثل متلازمة اليد-القدم الجلدية، الطفح الجلدي، وتساقط الشعر، إلى جانب تأثيرات قلبية وعائية مثل ارتفاع ضغط الدم ونادرًا نقص التروية القلبية أو الأحداث الخثرية. يمكن أن تحدث اضطرابات دموية خفيفة مثل فقر الدم أو نقص الصفائح الدموية. تعتبر السمية الشديدة أو المهددة للحياة غير شائعة، لكنها قد تتطور في حالات الجرعة الزائدة أو لدى المرضى الذين يعانون من ضعف وظائف الكبد، مما يجعل المراقبة الدقيقة لوظائف الكبد وضغط الدم والحالة السريرية العامة أمرًا ضروريًا أثناء العلاج.