الإرغوتامين هو دواء مُستخلص من فطر الإرغوت (Claviceps purpurea) ويُستخدم بشكل رئيسي لعلاج الصداع النصفي المتوسط إلى الشديد والصداع العنقودي. يخفّف الألم من خلال تضييق الأوعية الدموية في الدماغ ومنع انتقال الإشارات العصبية المؤلمة، ويعمل كـ منبّه لمستقبلات ألفا-1 الأدرينالية. غالبًا ما يُستخدم مع الكافيين لزيادة فعاليته. وعلى الرغم من استخدامه تاريخيًا في الطبّ النسائي، إلا أن استعماله أصبح محدودًا في علاج أنواع معينة من الصداع بسبب آثاره الجانبية وتوفر بدائل أكثر أمانًا.
الأسماء التجارية
آلية العمل
يعمل الإرغوتامين من خلال تنشيط مستقبلات ألفا-1 الأدرينالية، مما يؤدي إلى تضيّق الأوعية الدموية المتوسعة في الجمجمة والدماغ، وهو ما يساعد في تخفيف ألم الصداع النصفي. كما يقوم بمنع انتقال الإشارات المؤلمة عبر مسارات العصب ثلاثي التوائم. ويُعزّز الجمع بينه وبين الكافيين من درجة التقبّض الوعائي ومن امتصاص الدواء. إضافة إلى ذلك، يمتلك الإرغوتامين فعالية ناهضة جزئية على مستقبلات السيروتونين (5-HT1B/1D)، مما يسهم في تأثيره العلاجي ضد الشقيقة. تعتمد فعاليته على الجرعة، ويمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط إلى تشنّج الأوعية الدموية (Vasospasm).
الحركيات الدوائية
الامتصاص
يُمتص الإرغوتامين بشكل ضعيف عند تناوله فمويًا، وتختلف إتاحته الحيوية بدرجة كبيرة. يُحسِّن تناوله مع الكافيين من امتصاصه في الجهاز الهضمي. وتصل أعلى مستويات البلازما خلال 30–60 دقيقة بعد الجرعة الفموية. أما الأشكال تحت اللسان أو الشرجية فتتجاوز عملية الأيض الكبدي الأولي وتعمل بشكل أسرع.
التوزيع:
بعد امتصاصه، يرتبط الإرغوتامين بشكل كبير ببروتينات البلازما، ويتوزع إلى الأنسجة الوعائية والجهاز العصبي المركزي حيث يمارس تأثيره العلاجي. يعبر المشيمة، لكنه لا يعبر الحاجز الدماغي الدموي بكميات كبيرة.
الأيض :
يخضع الإرغوتامين لعملية أيض كبدي واسعة، ويُستقلب بشكل رئيسي عبر إنزيمات CYP3A4. تمتلك نواتج الأيض فعالية دوائية محدودة. ويمكن أن يؤدي ضعف وظيفة الكبد إلى تغيير كبير في سرعة أيضه وزيادة خطر سميته.
الإخراج :
يتم إخراج الدواء بشكل رئيسي عبر الصفراء والبراز، بينما يُطرح أقل من 5٪ عبر البول. تختلف نصف عمره الدوائي تبعًا لنوع المستحضر وطريقة إعطائه
الديناميكية الدوائية
يعمل الإرغوتامين كعامل مُضيِّق للأوعية الدموية، مما يقلل من توسّع الأوعية القحفية الذي يساهم في حدوث ألم الشقيقة. كما يؤثر في المسارات السيروتونية والأدرينالية، مما يقلل من انتقال الإشارات المؤلمة عبر العصب ثلاثي التوائم. يكون تأثيره مرتبطًا بالجرعة، وقد يؤدي الاستخدام المتكرر إلى التحمّل الدوائي أو حدوث صداع ارتدادي. ويُعزّز الجمع بينه وبين الكافيين من فعاليته العلاجية ومن سرعة امتصاصه.
طريقة الإعطاء
يتوفر الإرغوتامين على شكل أقراص فموية، وأقراص تُوضع تحت اللسان، وحمّالات شرجية. ويجب تناوله عند بداية نوبة الصداع النصفي وتحت إشراف طبي. يُتجنّب استخدامه المتكرر أو الوقائي بسبب خطر تشنّج الأوعية الدموية والإدمان. كما يجب الالتزام بفواصل جرعات محددة بدقة لتجنب الجرعة الزائدة أو حدوث الإرغوتيزم (تسمم الإرغوت).
الجرعات والتركيزات
تتراوح الجرعة الفموية المعتادة للبالغين بين 1–2 ملغ عند بداية نوبة الشقيقة، مع حد أقصى يبلغ 6 ملغ خلال 24 ساعة. تكون الجرعة في الأشكال تحت اللسان عادةً 1 ملغ للقرص الواحد، بينما تكون الحمّالات الشرجية غالبًا 2 ملغ. يتم تحديد الجرعة بحسب شدة الحالة ومدى تحمّل المريض. ويتطلب استخدام الدواء في كبار السن أو مرضى قصور الكبد أو الكلى تعديلًا في الجرعة.
التفاعلات الدوائية
يتفاعل الإرغوتامين مع مثبطات إنزيم CYP3A4 مثل الماكروليدات ومثبطات البروتياز، مما قد يؤدي إلى تشنّج وعائي شديد أو تسمم بالإرغوت. ويُمنع استخدامه بالتزامن مع أدوية التريبتان أو أي أدوية أخرى مُضيّقة للأوعية. كما يمكن أن تُعزز الأدوية التي تؤثر على ضغط الدم أو نغمة الأوعية من تأثيره. ويجب دائمًا إبلاغ مقدمي الرعاية الصحية بجميع الأدوية الحالية قبل بدء العلاج بالإرغوتامين.
تفاعلات الطعام
لا يؤثر الطعام بشكل كبير على امتصاص الإرغوتامين، إلا أن تناوله مع الكافيين قد يُحسّن امتصاصه الفموي. يجب تجنّب عصير الجريب فروت والأطعمة التي تؤثر في إنزيم CYP3A4 لأنها قد تزيد من خطر السمية. كما يساعد الحفاظ على ترطيب جيد للجسم في تقليل تهيّج الجهاز الهضمي أثناء العلاج الفموي.
موانع الاستعمال
يُمنع استخدام الإرغوتامين في المرضى الذين يعانون من:
الآثار الجانبية
الجرعة الزائدة
يمكن أن تؤدي الجرعة الزائدة من الإرغوتامين إلى تشنّج وعائي شديد، مما قد يسبب نقص تروية في الأطراف أو الأعضاء الحيوية. تشمل الأعراض: الغثيان، القيء، ألم البطن، ارتفاع ضغط الدم، وبطء القلب. يشمل العلاج إيقاف الدواء فورًا، وتقديم رعاية داعمة، واستخدام موسّعات الأوعية عند الحاجة. ويعد الحصول على عناية طبية عاجلة أمرًا ضروريًا لمنع حدوث أضرار دائمة في الأنسجة.
السُميّة
يتميّز الإرغوتامين بمؤشر علاجي ضيّق، وتكون السُمية أساسًا وعائية نتيجة تضيّق الأوعية الدموية المفرط. وقد يؤدي الاستخدام المزمن المفرط إلى الإرغوتيزم، الذي يتميز بـ الغرغرينا، ارتفاع ضغط الدم الشديد، أو نقص تروية القلب. يمكن إدارة السُمية الحادة من خلال الرعاية الداعمة والأعراضية، لكن يلزم الحذر بسبب قوة الدواء العالية. ويتطلب الاستخدام الآمن الالتزام بالجرعات الموصى بها والمراقبة الدقيقة.