ستافودين (d4T) هو نظير نوكليوزيدي صناعي ومثبط للإنزيم النسخي العكسي (NRTI)، يُستخدم بشكل رئيسي في علاج عدوى فيروس نقص المناعة البشرية من النوع 1 (HIV-1).
تم تصنيعه لأول مرة في الستينيات خلال الأبحاث على النظائر النوكليوزيدية المضادة للفيروسات، ولكن نشاطه القوي المضاد للفيروسات المسببة للإيدز اكتُشف في أواخر الثمانينيات، خلال البحث العالمي عن علاجات فعالة ضد فيروس HIV/الإيدز.
تمت الموافقة على ستافودين للاستخدام السريري في أوائل التسعينيات، وأصبح عنصرًا أساسيًا في العلاج المضاد للفيروسات الارتجاعية المركب (cART)، مما ساعد على كبح تضاعف الفيروس، والحفاظ على وظيفة الجهاز المناعي، وتأخير تطور المرض إلى الإيدز.
مثل تطويره تقدمًا مهمًا في علاج HIV، خاصة في المناطق محدودة الموارد، على الرغم من أن استخدامه انخفض في السنوات الأخيرة بسبب المخاطر السمية وتوافر بدائل أكثر أمانًا وفعالية.
الأسماء التجارية
تم تسويق ستافودين (d4T) تحت عدة أسماء تجارية، منها:
يُعد Zerit® الاسم التجاري الرئيسي المستخدم عالميًا، خاصةً في العلاج المضاد للفيروسات الارتجاعية المركب (cART) لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
آلية العمل
ستافودين هو مثبط نوكليوزيدي للإنزيم النسخي العكسي (NRTI).
عند دخوله إلى الخلية، يتحوّل إلى شكله النشط ثلاثي الفوسفات (Stavudine triphosphate) عن طريق الفوسفوريلات.
يقوم هذا المستقلب النشط بتثبيط الإنزيم النسخي العكسي لفيروس HIV-1 بشكل تنافسي، وهو الإنزيم الفيروسي المسؤول عن تحويل RNA الفيروسي إلى DNA.
عند دمجه في سلسلة DNA الفيروسي النامية، يؤدي ستافودين إلى إنهاء السلسلة (Chain Termination)، مما يمنع استمرار تصنيع DNA الفيروسي وبالتالي يوقف تضاعف فيروس HIV.
يستهدف هذا التثبيط الانتقائي تضاعف الفيروس دون التأثير المباشر على تصنيع DNA الخلايا المضيفة، على الرغم من أن السمية الميتوكوندرية قد تحدث بسبب تثبيط جزئي لإنزيم DNA polymerase-γ الميتوكوندرية.
الحركية الدوائية
الامتصاص
يُمتص ستافودين بسرعة عند تناوله عن طريق الفم، حيث يصل التركيز الأقصى في البلازما خلال 1–2 ساعة.
يتمتع الدواء بتوافر حيوي فموي مرتفع يقارب 100%، وبينما قد يؤدي الطعام إلى إبطاء امتصاصه قليلاً، إلا أنه لا يؤثر على الكمية الإجمالية الممتصة.
يتوزع الدواء في مياه الجسم الكلية ويدخل الخلايا عبر الانتشار السلبي (Passive Diffusion).
التوزيع
متوسط حجم التوزيع لستافودين في البالغين المصابين بفيروس HIV يبلغ حوالي 46 لترًا، أي ما يعادل تقريبًا 0.73 لتر/كغ.
الأيض
يُحوَّل ستافودين داخل الخلايا بواسطة الكينازات الخلوية إلى شكله النشط ثلاثي الفوسفات، كما يخضع لأي عملية أيض كبدي محدودة، ينتج عنها مستقلبات ثانوية صغيرة عبر الأكسدة والجلوكورونيد.
يُفرَز جزء كبير من الدواء دون تغيير عن طريق الكلى عبر الترشيح الكبيبي والإفراز الأنبوبي النشط.
على الرغم من أن المسار الأيضي الكامل في البشر غير محدد تمامًا، إلا أن الأيض يمثل جزءًا صغيرًا من الإخراج مقارنة بالإفراز الكلوي.
الإفراز
يُخرج ستافودين بشكل رئيسي دون تغيير عن طريق الكلى، من خلال الترشيح الكبيبي والإفراز الأنبوبي النشط.
يُستقل فقط جزء صغير من الدواء في الكبد لتكوين مستقلبات ثانوية، لذا يُعتبر الإخراج الكلوي هو الطريق الرئيسي للإزالة.
يمكن أن تؤثر ضعف وظيفة الكلى بشكل كبير على تصفية ستافودين، وقد تكون هناك حاجة إلى تعديل الجرعة.
الديناميكا الدوائية
ستافودين هو مثبط نوكليوزيدي للإنزيم النسخي العكسي (NRTI)، ويُظهر تأثيره المضاد للفيروسات عن طريق استهداف الإنزيم النسخي العكسي لفيروس HIV-1.
بعد دخوله إلى الخلايا المضيفة، يتم فوسفوريلته إلى شكله النشط ثلاثي الفوسفات، والذي يقوم بتثبيط الإنزيم النسخي العكسي بشكل تنافسي ويُدمج في DNA الفيروسي.
يؤدي هذا الدمج إلى إنهاء سلسلة DNA الفيروسية (Chain Termination)، مما يمنع تكوين DNA الفيروسي وبالتالي يُثبط تضاعف فيروس HIV.
يؤثر الدواء بشكل انتقائي على تضاعف الفيروس دون التأثير المباشر على DNA الخلايا المضيفة، إلا أن الاستخدام المطول قد يسبب سمية ميتوكوندرية، والتي قد تسهم في آثار جانبية مثل الاعتلال العصبي المحيطي، الحماض اللبني، ودهون الكبد (Hepatic Steatosis).
بشكل عام، يقلل ستافودين من الحمل الفيروسي ويساعد في الحفاظ على أو تحسين تعداد خلايا CD4+ T، مما يساهم في الحفاظ على وظيفة الجهاز المناعي لدى المرضى المصابين بفيروس HIV.
طريقة الإعطاء
يُعطى ستافودين عن طريق الفم (كبسولات أو محلول فموي) ويُستخدم بالاشتراك مع أدوية مضادة للفيروسات الرجعية الأخرى لعلاج عدوى HIV.
عادةً ما يُؤخذ مرتين يومياً كل 12 ساعة، ويمكن تناوله مع الطعام أو بدونه.
الجرعة والقوة الدوائية
البالغون:
الأطفال (≥3 أشهر):
القوى المتاحة:
التفاعلات الدوائية
يتفاعل ستافودين (d4T) مع عدة أدوية بشكل رئيسي عبر زيادة السمية أو التأثير المضاد:
يُمنع الجمع مع زيدوفودين (Zidovudine)، إذ يقلل كل منهما من فعالية الآخر.
يجب الحذر مع ديدانوزين (Didanosine) أو هيدروكسي يوريا (Hydroxyurea)، لأنها تزيد خطر التهاب البنكرياس، الاعتلال العصبي، وحُماض اللاكتيك.
ريبافيرين (Ribavirin) يقلل من تنشيط ستافودين ويزيد السمية.
الكحول، والأدوية السامة للأعصاب (مثل إيزونيازيد) أو الكبدية (مثل كيتوكونازول) يمكن أن تزيد من الآثار الجانبية.
يتم التخلص من ستافودين عن طريق الكلى، مع تفاعلات أيضية طفيفة، لذا فإن قصور الكلى أو الأدوية الكلوية السامة قد تؤثر على إزالة الدواء من الجسم.
تأثير الطعام
امتصاص ستافودين لا يتأثر بالطعام، لذا يمكن تناوله مع الوجبات أو بدونها.
من الأفضل تناوله بنفس الطريقة دائماً للحفاظ على مستويات دوائية مستقرة.
لا توجد تفاعلات غذائية كبيرة، لكن يجب تجنب الكحول لأنه يزيد خطر التهاب البنكرياس وسمية الكبد.
اتباع نظام غذائي متوازن قد يساعد على تقليل الآثار الجانبية مثل الاعتلال العصبي وحُماض اللاكتيك.
موانع الاستعمال
يُمنع استخدام ستافودين في الحالات التالية:
يجب توخي الحذر عند استخدام الدواء في الحالات التالية:
الآثار الجانبية
الجرعة الزائدة
قد تشمل أعراض الجرعة الزائدة من ستافودين:
السمية
تنتج سمّية الستافودين بشكل أساسي عن خلل في الميتوكوندريا. ومن أكثر الآثار شيوعًا وخطورةً: الاعتلال العصبي المحيطي (الذي قد يكون دائمًا)، والتهاب البنكرياس، والحُماض اللبني مع تدهور الكبد الدهني، خاصةً عند الاستخدام المطوّل أو لدى المرضى الذين يعانون من السمنة أو يتناولون أدوية NRTI متزامنة. وتشمل السمّيات الأخرى: سمّية الكبد، واضطرابات الجهاز الهضمي، والاعتلال العضلي، وتوزع الدهون بشكل غير طبيعي (Lipodystrophy) مع تغييرات أيضية. من الضروري التعرف المبكر على الأعراض ووقف الستافودين عند ظهورها لتجنّب حدوث أضرار دائمة.